للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سكت تكلّموا، لا يتنازعون عنده الحديث ومن تكلّم عنده أنصتوا له حتّى يفرغ، حديثهم عنده حديث أولهم «١» يضحك ممّا يضحكون، ويتعجّب مما يتعجّبون، ويصبر للغريب على الجفوة في منطقه ومسألته، حتّى كان أصحابه يستجلبونهم، ويقول: إذا رأيتم طالب حاجة يطلبها فأرفدوه «٢» ، ولا يقبل الثناء إلا من مكافىء «٣» ، ولا يقطع على أحد حديثه حتّى يجوز «٤» فيقطعه بنهي أو قيام» .

أجود الناس صدرا، وأصدق الناس لهجة «٥» ، وألينهم عريكة «٦» ، وأكرمهم عشيرة، من رآه بديهة هابه، ومن خالطه معرفة أحبّه، يقول ناعته:

لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم» «٧» .

وقد كسا الله نبيّه لباس الجمال، وألقى عليه محبّة ومهابة منه، وصفه هند بن أبي هالة، فقال:

«كان فخما «٨» ، مفخّما «٩» ، يتلألأ «١٠» وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر» «١١» .


(١) أي حديث أفضلهم وكأول تكلمهم، أي لا عن ملال وسامة.
(٢) الإرفاد: الإعطاء والإعانة.
(٣) أي مقارب في مدحه، لا يجاوز عن حد مثله، ولا مقصر به عما رفعه الله إليه من علو مقامه.
(٤) أي يتجاوز عن الحد والحق.
(٥) اللسان.
(٦) الطبيعة؛ ج عرائك.
(٧) ملتقطا من جزء الشمائل للترمذي.
(٨) بفتح الفاء وسكون الخاء: أي عظيما في نفسه.
(٩) أي المعظم في الصدور والعيون.
(١٠) أي يستنير.
(١١) [أخرجه الترمذي في «الشمائل» باب كيف كان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، برقم (٧) ، وابن سعد في «الطبقات» (١/ ٣١٦) ، والبيهقي في «الدلائل» (١/ ٢٨٦) من حديث هند بن أبي هالة] .

<<  <   >  >>