للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أطوّل فيها، فأسمع بكاء الصبيّ فأتجوّز في صلاتي كراهية أن أشقّ على أمّه» «١» .

وعن ابن مسعود- رضي الله عنه- أنّ رجلا قال: والله يا رسول الله! إنّي لأتأخّر عن صلاة الغداة من أجل فلان ممّا يطيل بنا، فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في موعظة أشدّ غضبا منه يومئذ، ثمّ قال: «إنّ منكم منفّرين، فأيّكم صلّى بالناس فليتجوّز، فإنّ فيهم الضعيف والكبير وذا الحاجة» «٢» .

ومن ذلك أنّ أنجشة «٣» كان يحدو بالنساء، وكان حسن الصوت، والإبل تسرع إذا سمعت الحداء «٤» ، فيشقّ ذلك على النساء، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم:

«يا أنجشة! رويدك سوقك بالقوارير «٥» » «٦» .

وقد برّأه الله من الحقد، ومن أن يضمر لأحد سوءا.

روي عنه أنّه كان يقول: «لا يبلّغني أحد منكم من أصحابي شيئا، فإنّي


(١) أخرجه البخاري في كتاب الصلاة، باب من أخف الصلاة عند بكاء الصبي، [برقم (٧٠٧) ، وأبو داود في كتاب الصلاة، باب تخفيف الصلاة. برقم (٧٨٩) ، وابن ماجه في أبواب إقامة الصلوات، باب: من أمّ قوما فليخفف، برقم (٩٨٤) ] .
(٢) أخرجه البخاري في كتاب الأذان، باب: تخفيف الإمام القراءة، [برقم (٧٠٢) ، ومسلم في كتاب الصلاة، باب أمر الأئمة بتخفيف الصلاة في تمام، برقم (٤٦٦) ، وابن ماجه في أبواب إقامة الصلوات، باب: من أمّ قوما فليخفف، برقم (٩٨٤) ] .
(٣) [هو غلام أسود كان حاديا، وكان حسن الصوت بالحداء، يكنى أبا مارية] .
(٤) [الحداء: سوق الإبل بضرب مخصوص من الغناء، ويكون بالرجز غالبا] .
(٥) [أراد بالقوارير: النساء، شبّههنّ بها من الزجاج، لأنه يسرع إليها الكسر، وهو من المجاز] .
(٦) أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» [في باب المزاح، برقم (٢٦٤) وأخرجه في الصحيح في كتاب الأدب، باب ما يجوز من الشعر والرجز..، برقم (٦١٤٩) ، ومسلم في كتاب الفضائل، باب رحمة النبي صلى الله عليه وسلم للنساء..، برقم (٢٣٢٣) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه] .

<<  <   >  >>