[[رأى ابن حجر العسقلاني في الحلاج ومن على شاكلته]]
وقد سئل الحافظ الإمام ((شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني)) رحمه الله تعالى: في رجل ذكر أن ((حسيناً الحلاج)) ليس بولى وذكر بعض الفقهاء أن من اعتقد ولايته كفر ثم ذكر أيضاً أن ((عمر بن الفارض)) ليس بولى وأن في كلامه الاتحاد ثم ذكر أيضاً أن ((يحيى الصرصري)) يعتقد قدم الحروف ثم إن جماعة من الصوفية أنكروا عليه والمسئول من صدقات مولانا شيخ الإسلام أن يبين لنا حقيقة ذلك بما تطمئن به النفوس مثابين على ذلك إن شاء الله تعالى.
فأجاب: الذي نقله الرجل المذكور عن ((الحلاج)) هو قول أهل العلم من الفقهاء وتابعهم أكثر أهل الزهد من المشايخ. وذلك واضح في رسالة الأستاذ ((أبي القاسم القشيري)) رحمه الله تعالى. وخالف في ذلك بعضهم.
وغالب هؤلاء: الصوفية الذي مزجوا التصوف بالفلسفة ومنهم ((محيى الدين بن عربي)) ((وشرف الدين بن الفارض)) وكلامهم في الاتحاد ظاهر.
ففي كلام ((ابن عربي)) في ((الفصوص)) من ذلك فضائح وفي القصيدة التائية الكبرى ((لابن الفارض)) التصريح بالاتحاد والحث عليه وقد تأول ذلك كثير من أهل العلم وذكروا له وجوها من التأويل ولكن ظاهر كلامهم منابذ لظاهر كلام أهل المشرع.
وأما قول الرجل المذكور: إن من اعتقد ولاية ((الحلاج وابن الفارض)) كفر، فليس بجيد منه لأن إطلاق الكفر على من اعتيد شيئاً محتملا خطأ.
وأما قوله في حق ((الصرصري)) فهو كما قال فكلامه صريح فيما ذكر وهو على طريقة الحنابلة ولهم في ذلك منازعات وأما إطلاقه: أن