أحد من اهل الفقه، ولا يصلح هذه المة إلا ما أصلح أولها، ولم يبلغنى عن أول هذه الأمة وصدرها أنهم كانوا يفعلون ذلك، ويكره إلا لمن جاء من سفر او أراده. وقد ورد عن السلف ما يوافقه. وهذه الرواية موافقة لمذهبه، لأن سد الذرائع مشهور من مذهبه، فحمل رواية الشفاء على السقوط أولى، لكون رواية المبسوط أصح وأوفق لمذهبه.
غاية المر التعارض، وإذا تعارضت الروايتان لم يمكن الجمع بينهما فنسقطهما ونرجع إلى الأصل المرجوع إليه في الأقياس، والأصل ما ذكرناه لدلالة الكتاب والسنة، فالعمل به هو الواجب، سيما في مثل هذه المطالب.
[[التبرك بآثار النبي - صلى الله عليه وسلم -]]
وأما ما ذكرتم من التبرك بآثاره الشريفة في حياته - صلى الله عليه وسلم -، أى آثار نفسه من اجزائه المقدسة المطهرة، ومماس أعضائه الشريفة من ملابسه، فذلك حق واجب علينا أيها المسلمون، ففديه بأنفسنا واولادنا، وذلك من تعظيمه وتبجيله وبالغ توقيره - صلى الله عليه وسلم -، وشرف وكرم. وما عدا ذلك من كل ما يرضي الله تعالى ويرضيه لا نقول به، ولا نعمل إلا بما ورد، فنعهد الله سبحانه بهذه الطاعة والتعظيم لنبيه المصطفى عليه أفضل الصلاة وأكمل السلام، بالاتباع لا بالابتداع.
واما استشفاع عمر بشيبه العباس - رضي الله عنه -، فالمراد بذلك ذكر ما يكون سبباً لاستدرار الرحمة، وتنزل النعمة، كما يقول الإنسان في دعائه:((اللهم كبر سنى ووهن عظمى فارحم شيبتى)) سيما إذا كانت شيبته شابت في الإسلام.
كما ورد في الحديث ((إن الله يستحى من ذى الشيبة المسلم أن يعذبه)) وسيما إذا كان الداعى مثل العباس عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصنو