وأما ما عليه القائلون بالظواهر مع نفى اللوازم فقد قيل: إن فيه تاويلاً أيضاً لما فيه من نفى اللوازم، وظاهر الألفاظ أنفسها تقتضيها ففيه إخراج اللفظ عما يقتضيه الظاهر، وإخراج اللفظ عن ذلك لدليل لو مرجوحاً تأويل.
ومعنى كونهم قائلين بالظواهر أنهم قائلون بها في الجملة.
وقيل: لا تأويل فيه، لأنهم يعتبرون اللفظ من حيث نسبته إليه عز شأنه وهو من هذه الحيثية لا يقتضى اللوازم، فليس هناك إخراج اللفظ عما يقتضيه الظاهر.
ألا ترى أن أهل السنة والجماعة أجمعوا على رؤية اله تعالى في الآخرة مع نفى لوازم الرؤية في الشاهد من المقابلة والمسافة المخصوصة وغيرها، مع أنه لم يقل أحد إن ذلك من التأويل في شئ.
وقال بعض الفضلاء: كل من فسر فقد أول، وكل من لم يفسر لم يؤول، لأن التأويل هو التفسير، فمن عدا المفوضة مؤولة، وهو الذى يقتضيه ظاهر قوله تعالى:{وما يعلم إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به} بناء على أن الوقف على {إلا الله} ولا يخفى أن القول بأن القائلين بالظواهر مع نفى اللوازم الغير الداخلين في الراسخين في العلم، بناء على الوقف المذكور لا يتسنى مع القول بأنهم من السلف الذين هم هم.
وقد يقال: إنهم داخلون في الراسخين، والتأويل بمعنى آخر يظهر بالتتبع والتأمل. وقد تقدم الكلام في المراد بالمتشابهات وذكرنا ما يفهم منه الاختلاف في معنى التأويل.
[[رأى المؤلف في الصفات]]
وأنا أميل إلى التأويل وعدم القبول بالظواهر مع نفى اللوازم في بعض ما ينسب إلى الله تعالى، مثل قوله سبحانه:{سنفرغ لكم أيها الثقلان}