ولد سنة سبعمائة وثلاث وسبعين، وصار حافظ الإسلام وحجة الأعلام ومحي السنة ورحل الناس إليه من الأقطار وله تصانيف كثيرة مشهورة منها: فتح الباري في شرح صحيح البخاري. واقتفى آثار السلف وتوفي سنة ثمانمائة واثنتين وخمسين وهو من مشايخ القاضي زكريا وإنما ترجمت هنا هذا الفاضل لييز بينهما من لم يكن مطلعاً على تراجم الأفاضل - رحمهم الله تعالى.
[فصل: يشتمل على مقصدين]
[المقصد الأول: في تراجم بعض آباء الشيخ ابن تيمية وأقربائه]
[(ترجمة المجد ابن تيمية)]
(فمنهم) - جده شيخ الإسلام مجد الدين أبو البركات عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم الخضر بن علي بن تيمية الحرانى الفقيه الحنبلي الإمام المقرئ المحدث المفسر الأصولى النحوي، واحد الحفاظ الأعلام، ولد سنة تسعين وخمسمائة تقريباً بحران، وحفظ القرآن وسمع من عمه الخطيب فخر الدين، ثم ارتحل إلى بغداد مع ابن عمه سيف الدين عبد الغني وأقام بها ست سنين يشتغل بالعلوم، ثم رجع إلى حران فاشتغل على عمه فخر الدين.
قال الذهبي: وقال لي شيخنا أبو العباس ابن تيمية: وكان الشيخ جمال الدين بن مالك يقول: ألين للشيخ المجد الفقه كما ألين الحديد لداود.
وقال الحافظ عز الدين: حدث بالحجاز والعراق والشام وحران وصنف ودرس وكان من أعيان العلماء وأكابر الفضلاء.
وقال الذهبي: قال شيخنا: كان جدنا عجباً في حفظ الأحاديث وسردها وحفظ مذاهب الناس بلا كلفة قال الذهبي: وكان معدوم النظير في زمانه، رأساً في الفقه وأصوله، وصنف التصانيف واشتهر وبعد وصيته، وكان