منه بقوله بإيمان فرعون وغير ذلك، وله وسائل لا تحصى كثرة وتوفي بمكة المكرمة سنة ألف وأربعة عشر ودفن بالمعلى ولما بلغ خبر موته علماء مصر وصلوا عليه بالجامع الأزهر صلاة الغيبة في مجمع حافل يجمع آلاف نسمة - رحمه الله تعالى - انتهى ملخصاً.
قلت: وكان كثير الذبّ أيضاً عن شيخ الإسلام ابن تيمية والشيخ ابن القيم وكامل التعظيم لهما ومما قاله في شرح الشمائل ما نصه: ومن طالع شرح منازل السماء السائرين تبين له أنهما كانا من أكابر أهل السنة والجماعة ومن أولياء هذه الأمة، انتهى. وأطال في كثير من تأليفاته ببيان حالهما والتنويه بقدرهما ومن أراد ذلك فليرجع إلى ما هنالك.
[(ترجمة العلامة السويدي البغدادي)]
(ومنهم) - أمير المؤمنين في الحديث الشيخ النحرير أبو المعالي على أفندي الشافعي ابن الفهامة الشيخ محمد سعيد بن أبي البركات عبد الله الشهير بالسويدي البغدادي العباسي.
قال في ((النزهة)) من ترجمة طويلة ما نصه: وكان لأهل السنة برهاناً ولعلماء المحدثين سلطاناً ما رأيت أكثر منه حفظاً ولا أعذب منه لفظاً، ولا أحسن منه وعظاً ولا أفصح منه لساناً ولا أوضح منه بياناً ولا أكمل منه وقاراً ولا آمن منه جاراً ولا أكثر منه حلماً ولا أكبر منه بمعرفة الرجال علماً ولا أغرب منه عقلاً ولا أوفر منه في فنه فضلاً ولا ألين منه جانباً ولا آنس منه صاحباً اختارت روحه - في دمشق الشام - من الملأ الأعلى رفيقاً، وهو يقرأ قوله تعالى:{فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أؤلئك رفيقاً}[النساء٦٩] وجاء تاريخ وفاته - أسكنه الله تعالى أعلى جناته - إن المدارس تبكي عند فقد على. انتهى.