ثم سافر إلى الشام وبقي فيها أربعة أعوام ثم ذهب إلى المدينة المنورة على ساكنهها أفضل الصلاة والسلام ولم يزل - إلى أن مات فيها - يتعهد الخلوة أياماً وينقطع للذكر حتى انتقل إلى رحمة الله تعالى وراضوانه عصر يوم الأربعاء - الذي ورد أنه لايفتح فيه قبر منافق - الثامن والعشرين من جمادى الأولى سنة ألف ومائة وواحدة ودفن بعد المغرب ببقيع الغرقد وله مصنفات كثيرة؛ منها: شرحان على عقيدة شيخه القشاشى أحمد ومسلك الاعتدال إلى آية خلق الأفعال ومسلك السداد وإعمال الفكر والرويات وإفاضةى العلام في تحقيق مسألة الكلام وتنبيه العقول على تنزيه الصوفيه عن اعتقاد التجسيم والعينية والاتحاد والحلول ومطلع الجود وإتجاف الخلف بعقيدة السلف. واللعمة والسنية وجناح النجاح واقتفاء الآثار ومجلى المعاني حاشية على عقائد الدوانى وجلاء الأنظار ونوال الطول والأمم لإيقاظ الهمم وإسعاف الخيف وغير ذلك. انتهى ملخصاً.
قلت: وكان سلفي العقيدة ذاباً عن شيخ الإسلام ابن تيمية وكذا يذب عما وقع في كلمات الصوفية مما ظاهره الحلول أو الاتحاد أو العينية - نفعنا الله تعالى به وأكرمه بجنات عليه، آمين.
[(ترجمة منلا على القارئ)]
(ومنهم) - المنلا على بن محمد بن سلطان الهروى القارئ الملكي الحنفي قال الحموى في ترجمته: علامة الزمان، وواحد العصر والأوان، وعالم بلد الله الحرام والمشاعر العظام. قرأ العلم ببلاده ثم رحل إلى مكة المكرمة وتديرها. وله شيوخ كثيرون منهم: شيخ الإسلام ابن جعفر الهيتمي وكان كثير الاعتراض عليه، وشديد التعصب على الشافعية. وله مصنفات كثيرة؛ منها: شرح الشفاء وشرح الشمائل. وشرح النخبة. وشرح الشاطبية. وشرح الجزرية ولخص القاموس وسماه الناءوس. ورسالة في ابن عربي والحط