الإمام إلى ذلك. وإذا سكت نسيب إلى إعتقاد ذلك، ولا يهولنى أمر عظيم في النفوس، لأن العمل على الدليل وخصوصاً في معرفة الحق لا يجوز فيه التقليد وقد سئل الإمام أحمد عن مسألة فألفتى فيها، فقيل: هذا يقول لا يقول به ابن المبارك؟ فقال: ابن المبارك لم ينزل من السماء. وقال الإمام الشافعي - رضي الله عنه -: استخرت الله تعالى في الرد على الإمام مالك. أنتهى. وقال في آخر الرسالة في الكلام على الحديث المتمم ستين ما نصه:
روى عن جابر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:((إذا رأيتم الريح فلا تسبوها فإنها من نفس الرحمن، تأتى بالرحمة وتأتى بالعذاب، فأسلوا الله تعالى خيرها، واستعيذوا بالله تعالى من شرها)) فالنفس بمعنى التنفيس عن المكروب. ومثله ما رواه أبو هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:((إني لأجد نفس ربكم من قبل اليمين)) يعني تنفيسه عن المكروب، بنصره أهل المدينة من جانب اليمين. وهذا شئ لا يختلف فيه المسلمون. وقال ابن حامد: رأيت بعض أصحابنا يثبتون لله تعالى وصفاًَ في ذاته بأنه يتنفس.
قال: وقالوا: الرياح الهابة مثل الرياح العاصفة والعقيم والجنوب والشمال والصبا والدبور مخلوقة إلا ريحاً من صفاته هي ذات نسيم حياتى، وهي من نفس الرحمن.
قلت: على من يعتقد بهذا اللعنة، لأنه يثبت جسداً مخلوقاً، ما هؤلاء بمسلمين! اهـ المراد منه فليتدبر وليحفظ.
[[الأقوال في آيات الصفات وأحاديثها]]
فتحصل أن في آيات الصفات والأحاديث المتشابهة أقوالا:((منها)) كما قال الحافظ ابن حجر في شرح الصحيح في الكلام على قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((ينزل ربنا إلى السماء الدنيا)) : قول مدعى الجهة وهي جهة العلو، المستدل بهذا