للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشيخ ابن تيمية بعد اجتماعه به كيف رأيته؟ قال: رأيت رجلاً سائر العلوم بين عينيه، يأخذ ما شاء منها ويترك ما شاء. فقيل له: فلم لاتتناظران؟ قال: لأنه يحب الكلان وأحب السكوت.

[[رأى العلامة السبكي]]

وقال ابن مفلح في طبقاته: كتب (العلامة تقي الدين السبكي) إلى (الحافظ الذهبي) في أمر الشيخ تقي الدين ابن تيمية ما نصه. فالمملوك يتحقق قدره وزخارة بحره وتوسعته في العلوم الشرعية والعقلية، وفرط ذكائه واجتهاده، وأنه بلغ في ذلك كل المبلغ الذي يتجاوزه الوصف، والمملوك يقول ذلك دائماً. وقدره في نفسي أكبر من ذلك وأجل، مع ماجمعه الله تعالى من الزهادة والورع ن والديانة ونصرة الحق والقيام فيه، لا لغرض سواه، وجريه على سنن السلف وأخذه من ذلك بالمأخذ الأوفى، وفي غرابة مثله في هذا الزمان بل في أزمان. اهـ.

[[رأى الحافظ ابن حجر العسقلاني]]

وقال (الحافظ ابن حجر العسقلاني) في ترجمته المطنبة: إن الفتنة لما ثارت على الشيخ ابن تيمية من جهة بعض كلماته تعصب له القاضي الحنفي ونصره.

وسكت القاضي الشافعي ولم يكن له ولا عليه. وكان من أعظم القائمين عليه الشيخ نصر ابن المنبجي، لأنه كان بلغ ابن تيمية أنه يتعصب لابن عربي، فكتب يعاتبه على ذلك. لكونه بالغ في الحط من (١) ابن عربي وتكفيره؛ فصار هو يحط من ابن تيمية؛ ويغري بيبرس الجاشنكير. وكان بيبرس يفرط في محبته ويعظمه. واتفق أن قاضي الحنفية بدمشق وهو شمس الدين ابن الحرير انتصر للشيخ ابن تيمية وكتب في حقه محضراً بالثناء عليه بالعلم والفهم، وكتب به في خطه ثلاثة عشر سطراً من جملتها: أنه منذ ثلثمائة سنة ما رأى الناس مثله اهـ.


(١) (ص) على.

<<  <   >  >>