(قوله: أبي حيان التوحيدى) : هو على بن محمد التوحيدى البغدادى له من التصانيف: كتاب الإمتاع والمؤانسة وكتاب البصائر والذخائر والصديق والصداقة والمقايسات وكتاب مثالب الوزيرين وهو الكتاب الذي ضمنه معايب ابن العميد والصاحب بن عباد وتحامل عليها وعدد نقائصهما وسلب ما اشتهر عنهما من الفضائل والأفضال وتوفي سنة ثلثمائة وثمانين والتوحيدى نسبة للتوحيد صنف من التمر وكان أبوه ببغداد وعلى ذلك حمل بعض شراح ديوان المتنبي قوله: [خفيف]
يترشفن في فمي رشفات ... هن عندي أحلى من التوحيد
[[ابن سينا يرى أن علم الغيب بالنسبة للبشر جار على السنن الطبيعي]]
(قوله: وابن سينا تكلم في آخر الإشارات.الخ) - لا يخفى عليك أن ما نقله الشيخ ابن تيمية عن المتفلسفين من الحكماء الإسلاميين مستفيض في كتبهم الحكمية كما حكاه الإمام الغزالي فيما تقدم ولا يسعنا نقل جميعه الآن لتبدد الفكر وضيق الزمان غير أن ابن سينا ذكر أحوال العارفين في آخر الإشارات وروج على القاصرين زيف هاتيك العبارات فمن ذلك قوله إشارة: إذا بلغك أن عارفاً حدث عن غيب فأصاب متقدماً ببشرى أو نذير فصدق ولا يتعسرن عليك الإيمان به فإن لذلك في مذاهب الطبيعة أسباباً معلومة إشارة التجربة والقياس مطابقان على أن النفس الإنسانية أن تنال من الغيب نيلاً ما في حالة المنام فلا مانع من أن يقع مثل ذلك النيل في حالة اليقظة إلا ما كان إلى زواله سبيل ولارتفاعه إمكان وأما التجربة فالتسامح والتعارف يشهدان به وليس أحد من الناس إلا وقد جرب ذلك