المرضية وكان الدين لا محاباة فيه وكل أحد يؤخذ منه ويرد عليه - كما قال إمام دار الهجرة - إلا المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، وكان العلماء مأمورين برد ما يخالف ظاهر الشريعة المطهرة فلعل الشيخ ابن تيمية تصدى طمعاً بالنصيحة في تصنيفاته لبيان ما يرد عنده على الشيخ الشاذلي في بعض عباراته وأنت تعلم أن هذه شنشنة العلماء والأكابر ولو أردنا تعداد من رد عليه ود لخرج كتابنا من الصدد ونضبت المحابر وسيتبين بحوله سبحانه ما للشيخ الشاذلي من الكلمات التي صارت غرضاً لسهام الناقدين الثقات من ترجمة حاله وبعض أقواله:
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها ... كفى المرء نبلاً أن تعد معايبه
[(ترجمة أبي الحسن الشاذلي)]
قال الذهبي في ((العبر)) : الشاذلي أبو الحسن علي بن عبد الله بن عبد الحميد المغربي الزاهد شيخ طائفة الشاذلية، سكن الإسكندرية وصحبه بها جماعة وله في التصوف مشكلة توهم ويتكلف له في الاعتذار عنها وعنه أخذ الشيخ أبو العباس المرسي. اهـ.
وقال ((ابن الوردي)) في تاريخه: له عبارات في التصوف مشكلة رد عليها الشيخ ابن تيمية.
وقال الشيخ عبد الرءوف المناوي في ((طبقات الأولياء)) : على أبو الحسن الشاذلي السيد الشريف من ذرية محمد بن الحسن زعيم الطائفة الشاذلية نسبة إلى شاذلة قرية بأفريقية نشأ ببلده فاشتغل بالعلوم الشرعية حتى أتقنها وصار بناظر عليها مع كونه ضريراً، ثم سلك منهاج التصوف وجد واجتهد حتى ظهر صلاحه وخيره وله أحزاب محفوظة وأحوال ملحوظة قيل له: من شيخك؟ فقال: أما فيما مضى ((فعبد السلام بن مشيش)) وأما الآن فإنى أسقي من عرشة أبحر: خمسة سماوية وخمسة أرضية ولما قدم الإسكندرية كان بها ((أبو الفتح