واعلم أن الشيخ ابن تيمية عليه الرحمة لما كان كثير التشدد في سد ذرائع البدع وثقيل القول على من خالف ظاهر الشرع المتبع وغزير الاعتراض على بعض المصنفين المختلط كلامهم بفلسفة المتفلسفين ظن كثير ممن ليس له اطلاع بأقواله الفسيحة البقاع أنه ينكر كرامات الأولياء ويوهن ما يجري من الخارق على يد الأتقياء وهذا ظن فاسد كما سيعرفه كل بصير ناقد في رسالتنا هذه ليتحقق الرائج من الكاسد: فقد قال في كتابه (الفرقان بين أولياء الشيطان وأولياء الرحمن) ما نصه:
[[رأى ابن تيمية في الولاية والأولياء]]
فأولياء الله تعالى المتقون: هم المهتدون بمحمد - صلى الله عليه وسلم - فيفعلون ما أمر به وينتهون عما نهى عنه ويتقدون به فيما يبين لهم أن يتبعوه فيه فيؤيدهم الله تعالى بملائكته وروح منه ويقذف الله تعالى في قلوبهم من أنواره ولهم الكرامات التي يكوم الله عز وجل بها أولياءه المتقين. وخيار أولياء الله تعالى كراماتهم حجة في الدين أو لحاجة في المسلمين مثل ما كانت معجزات نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - فهي في الحقيقة تدخلفي معجزات الرسول عليه الصلاة والسلام التي جمعت نحو ألف معجزة. وكرامات أصحابه والتابعين بعدهم وسائر الصالحين كثيرة جداً.
(مثل ما كان) اسيد بن حضير يقرأ سورة الكهف فنزل من السماء مثل الظلة فيا أمثال السرج وهي الملائكة فنزلت تسمع لقراءته وكانت الملائكة تسلم على عمران بن حصين.
(وكان) سلمان وأبو الدرداء يأكلان في صحفة فسبحت الصحفة أو سبح ما فيها.