أن القوم إلى الآن بل إلى أن ينفخ في الصور لا دليل لهم على حصر الأفلاك في تسعة، ولا على أن التاسع اطلس لا كوكب فيه وهو غير الكرسى على الصحيح. فقد قال ابن جرير: قال أبو ذر - رضي الله عنه -: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:((ما الكرسى في العرش إلا كحلقة من حديد الفيت بين ظهرى فلاة من الارض)) وروى ابن أبي شبيهة في كتاب صفة العرش، والحاكم في مستدركه، وقال: إنه على شرط الشيخين، عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: الكرسى موضع القدمين، والعرش لا يقدر قدرة إلا الله تعالى. وقد روى مرفوعاً والصواب وقفة الخبر. وقيل: العرش كناية عن الملك والسلطان، وتعقبه ذلك البعض بانه تحريف لكلام الله تعالى، وكيف يصنع قائل ذلك بقوله تعالى: ر ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية} أيقول: ويحمل ملكه تعالى يؤمئذ ثمانية، وقوله عليه الصلاة والسلام:((فإذا أما بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش)) أيقول: آخذ بقائمة من قوائم الملك. وكلا القولين لا يقولهما من له أدنى ذوق.
وكذا يقال: أيقول أهتز عرش الرحمن - أهتز ملك الرحمن وسلطانه. وفيما رواه البخارى وغيره مرفوعاً ((لما قضى الله الخلق كتب في كتاب فهو عنده فوق العرش إن رحمتى سبقت غضبي)) فهو عنده سبحانه فوق الملك والسلكان وهذا كذينك القولين.
[[ليس الاستواء بمعنى الاستيلاء]]
والاستواء على الشئ جاء بمعنى الارتفاع والعلو عليه، وبمعنى الاستقرار كما في قوله تعالى:{واستوت على الجودى} و {لتستوا على ظهوره} وحيث كان ظاهر ذلك مستحيلاً عليه تعالى. قيل: الاستواء هنا بمعنى الاستيلاء، كما في قوله: