للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وذاك استواء لائق بجنابه ... وابرأ من قولى له العرش قد حوى

فمن قال مثل الفلك كان استواؤه ... على الجبل والجودى من شاهق هوى

ومن يتبع ما قد تشابه يبتغي ... به فتنة أو يبغ تاويله غوى

فلم اقل استولى ولست مكلفاً ... بتأويله كلاً ولم أقل احتوى

ومن قال لى كيف استوى ولا أجيبه ... بشئ سوى أنى أقول له استوى. أهـ

[ابن تيمية لم يكن بدعاً من الأئمة حينما رأى ما رأى]

وقد تبين لك واتضح ما روى به السنة المرضية، ووافق أقوال الأئمة، وذهب إلى ما ذهب إليه كثير من علماء الأمة. فلا لوم عليه في ذلك عند المنصفين، ولا ينسب إليه الابتداع في الدين، فتأويله وكن من المستغفرين لما ولنفسك وللعلماء السالفين، رحمهم الله تعالى وإيانا أجمعين. وبه ايضاً تبين عدم صحة الشيخ ابن حجر عن الشيخ ابن تيميه أنه يقول: إنه سبحانه يقدر العرش وعدم الاعتبار بقوله. ويلزم أهل هذا المذهب الجسمية إلى آخره.

ولنزدك توضيحاً لبيان أن لازم المذهب ليس بمذهب، كما أفصحت عنه عبارات المحققين، وتنبيهات السلفيين، والخلفيين، فقد قال فريد عصره العز بن عبد السلام الشافعي في قواعده الكبرى ما بعضه:

وكذلك أختلف الناس، أهو في جهة؟ أم لا جهة له؟ وكل هذا مما يطول النزاع فيه ويعسر الوقوف على ادلته.

وقد تردد أصحاب الأشعرى رحمهم الله تعالى في القدم والبقاء أهما من صفات السلب؟ أم من صفات الذات؟ وقد كثرت مقالات الأشعرى حتى جمعها ابن فورك في مجلدين، وكل ذلك مما لا يمكن تصويب المجتهدين فيه، بل الحق مع واحد منهم م، والباقون مخطئون خطأ معفواً عنه لمشقة الخروج

<<  <   >  >>