بن محمد القيسى الدمشقي الشهير بابن ناصر الدين الشافعي ولد سنة سبع وسبعين وسبعمائة وحفظ القرآن وعدة متون وحصل العلوم وأكب على الحديث ولازم الشيوخ وصار حافظ الشام بلا منازع واشتهر اسمه وبعد صيته وله تصانيف عديدة منها: افتتاح القارى لصحيح البخاري، وعقود الدرر في علوم الأثر وأتحاف السالك وله مصنفات في المعراج والوفاة النبوية ونفحات الأخيار والرد الوافر في الانتصار للشيخ ابن تيمية كما تقدم وله غير ذلك وتوفي بدمشق سنة اثنين وأربعين وثمانمائة ودفن بمقبرة باب الفراديس - رحمه الله تعالى.
[(ترجمة الشيخ إبراهيم الكوراني)]
(ومنهم) - نزيل المدينة المنورة الشيخ إبراهيم بن شهاب الدين حسن الشهرزورى الشهراني الكوراني الكردي الشافعي. قال الشيخ مصطفى الحموى: هو محقق العلوم على اختلاف أنواعها، ومقيد شواردها ومؤهل أطلال المعارف بعد إقواء رباعها نادرة الإعصار وعديم الشكل في سائر الأمصار حامل لواء الشريعة والحقيقة وغائص بحار الأنظار الدقيقة أظهر نوعاً من المعارف لايدرك أهل زمانه جنسه فصار ملة واحدة وطريقة منزهة من كل خسة فهو إمام الأمة وحبر الملة ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ففيه الصوفيه وصوفي الفقهاء وعالم الصلحاء وصالح العلماء وارث علوم الأولياء ووارد موارد الأصفياء ولد في شوال سنة خمس وعشرين وألف ببلاد شهران من جبال الكرد ونشأ في عفة وصيانة وديانة وأخذ في طلب العلم ببلاده على مشايخ قطره وفاز منه بالحظ الأوفى وقرأ التفسير على المنلا محمد بن شريف الكوراني الصديقي وما ترك شيئاً من العلوم إلا وحققه في بلاده إلا علمى التصوف والحديث ففي بلاد العرب وخرج بعد وفاة والده قاصداً لأداء الفريضة وسنة الزيارة فمر على بغداد فأقام بها قدر عامين،