للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شيئاً مما نهاكم الله تعالى عنه إلا وقد نهيتكم عنه، وإن الروح الأمين قد ألقى في روعى أنه لن تموت نفس حتى تستوفى رزقها فأجملوا في الطلب)) .

باب

[[إسماع الرب ملائكته]]

ما جاء في إسماع الرب عز وجل بعض ملائكته كلامه الذى لم ينزل به موصوفاً ولا يزال به موصوفاً، وتنزيل الملك به إلى من أرسله إليه، وما يكون في أهل السماوات من الفزع عند ذلك.

قال الله عز وجل: {حتى إذا فزع (١) عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق وهو العلي الكبير} [سبأ ٢٣] قال سفيان بن عيينة: قال أبو هريرة - رضي الله عنه -: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إذا قضى الله تعالى الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاناً لقوله كأنه سلسلة على صفوان، فإذا فزع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم، قالوا للذى قالوا (٢) الحق وهو العلى الكبير، فيسمعها مسترقو السمع، هكذا بعضهم فوق بعض - وصف سفيان بعضها فوق بعض قال - فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته ثم يلقيها الآخر إلى من تحته حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن، فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها، وربما ألقاها قبل أن يدركه فيكذب معها مائة كذبة، فيقال: أليس قد قال لنا يوم كذا، وكذا الكلمة التى سمعت من السماء فيصدق بتلك الكلمة التى سمعت من السماء)) رواه البخاري.

وروى رجاء بن حيوة بسنده أن يوحى بأمره وكلم الوحي فإذا تكلم أخذت السماوات رجفة، أو قال رعدة شديدة - خوفاً من الله عز وجل، فإذا


(١) على هامش الأصل: ((أى ذهب الفزع، كأنه نزع الفزع عن قلوبهم)) اهـ.
(٢) كذا في الأصل. وعبارة الحديث كما في تفسير سورة الحجر في صحيح البخاري: ((قالوا للذى قال الحق)) .

<<  <   >  >>