سمع بذلك أهل السماوات صعقوا وخروا لله تعالى سجداً، فيكون أول من يرفع رأسه جبريل عليه السلام فيكلمه الله عز وجل من وحيه بما أراد، فيمضى جبريل عليه السلام على الملائكة كلما مر بسماء سأله ملائكتها ماذا قال ربنا يا جبريل؟ فينتهى جبريل بالوحي إلى حيث أمره الله عز وجل من السماء والأرض)) .
وروى البخاري في الصحيح: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ((يقبض الله عز وجل الأرض، ويطوى السماء بيمينه، ثم يقول: أنا الملك أين ملوك الأرض؟)) .
وروى خليفة بن عدى قال: كنت عند رسول اله - صلى الله عليه وسلم - فجاءه رجلان أحدهما يشكو العليلة، والآخر يشكو قطه السبيل، قال فقال:((لا يأتى عليك إلا قليل حتى تخرج المرأة من الحيرة إلى مكة بغير خفير، ولا تقوم الساعة حتى يطوف أحدكم بصدقته فلا يجد من يقبلها منه، ثم ليفيض المال، ثم ليقفن أحدكم بين يدى الله عز وجل ليس بينه وبينه حجاب يحجبه ولا ترجمان فيترجم له، فيقول: ألم أوتك مالاً فيقول: بلى، فيقول: بلى، فينظر عن يمينه فلا يرى إلا النار، وينظر عن يساره فلا يرى إلا النار، فليتق أحدكم النار ولو بشق تمرة، فإن لم يجد فبكلمة طيبة)) رواه البخاري عن عبد الله عن أبي عاصم.
ثم قال الشيخ الإمام أحمد - يعنى البيهقي -: والكلام هو نطق نفس المتكلم، بدليل ما رويناه عن أمير المؤمنين عمر في حديث السقيفة: فذهب عمر يتكلم فأسكته أبو بكر، وكان عمر - رضي الله عنه - يقول: والله ما أردت بذلك إلا أنى قد هيأت كلاماً قد أعجبني.
وفي رواية أخرى: وكنت زورت مقالة أعجبتنى، فسمى تزويره الكلام في نفسه كلاماً قبل التلفظ به. ثم إن كان المتكلم ذا مخارج سمع كلامه ذا حروف وأصوات. وإن كان المتكلم غير ذى مخارج سمع كلامه