(قوله ابن الجوزي) - هو أبو الفرج جمال الدين عبد الرحمن بن أبي الحسن علي بن محمد وينتهى نسبه إلى أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - البغدادي الفقيه الحنبلي الواعظ الحافظ.
قال ابن خلكان: كان علامة عصره وإمام وقته في الحديث وصناعة الوعظ صنف في فنون عديدة وكتبه أكثر من أن تعد وكتب بخطه شيئاً كثيراً والناس يغالون في ذلك يقولوا: إنه جمعت الكراريس التي كتبها وحسبت مدة عمره وقسمت الكراريس على المدة فكان ما خص كل يوم تسع كراريس.
وهذا شيء عظيم لا يكاد يقبله العقل: ويقال: إنه جمعت براية أقلامه التي كتب بها حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأوصى أن يسخن بها الماء الذي يغسل به ففعل ذلك فكفت وفضل منها وله أشعار لطيفة منها قوله يخاطب أهل بغداد:[متقارب]
عذيرى من فتية بالعراق ... قلوبهم بالجفا قلب
يرون العجيب كلام الغريب ... وقول القريب فلا يعجب
ميازيبهم إن تندت بخير ... إلى غير جيرانهم تقلب
وعذرهم عند توبيخهم ... مغنية الحى لا تطرب
وله أجوبة نادرة منها: أنه وقع النزاع بين أهل السنة والشيعة في المفاضلة بين أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما فرضى الكل بما يجيب به.
فسألوه وهو على الكرسي في مجلس وعظه فقال أفضلهما من كانت ابنته تحته ونزل وله محاسن كثيرة يطول شرحها.
ولد تقريباً سنة ثمان وخمسمائة وتوفي ليلة الجمعة ثاني عشر رمضان سنة سبع وتسعين وخمسمائة ببغداد ودفن بباب حرب. انتهى