رجال الطريقة كان في أول أمره شاطراً يقطع الطريق بين أبي ورد وسرخس وكان سبب توبته أنه عشق جارية فبينا هو يرتقي الجدران إليها سمع تالياً يتلو:{ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله} [فقال: يارب، قد آن! فرجع وآواه الليل إلى خربة فإذا فيها رفقة فقال بعضهم: نرتحل. وقال بعضهم: حتى نصبح، فإن فضيلاً على الطريق يقطع الطريق علينا فتاب الفضيل وأمنهم وكان من كبار السادات ويحكى أن الرشيد قال يوماً: ما أزهدك؟ فقال له الفضيل: أنت أزهد مني قال وكيف ذلك؟ قال: لأني أزهد في الدنيا وأنت تزهد في الآخرة والدنيا فانية والآخرة باقية وقال: إذا أحب الله عبداً أكثر غمه وإذا أبغض عبداً أوسع عليه دنياه وقال: ترك العمل لأجل الناس هو الرياء والعمل لأجل الناس هو الشرك وقال: إني لأعصي الله تعالى فأعرف ذلك في خلق حمارى وخادمى. وقال: لو كانت لي دعوة مستجابة لم أجعلها إلا في إمام لأنه إذا صلح الإمام أمن العباد وقال: لأن يلاطف الرجل أهل مجلسه ويحسن خلقه معهم خير له من قيام ليله وصيام نهاره وقدم الكوفة وسمع الحديث بها ثم انتقل إلى مكة زاهداً لله تعالى شرفاً. وتوفي بها سنة سبع وثمانين ومائة رحمه الله تعالى ومناقبه كثيرة من أراد تفصيلها فعليه بالكتب المطولة.
[(ترجمة القشيرى)]
(قوله: وسائر رجال الرسالة) هي رسالة الإمام القشيرى المتحوية على تراجم الصوفية والصالحين.
وهو عبد الكريم بن هوزان بن عبد الملك بن طلحة بن محمد القاسم القشيرى والفقيه الشافعي.
قال في الوفيات: كان العلامة في الفقه والتفسير والحديث والأصول والأدب والشعر والكتابة وعلم التصوف جمع بين الشريعة والحقيقة أصله