بشد رحل لها مختلف فيها. قال ابن بطال في شرح البخارى، وقد نقله عنه الحافظ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الهادى الحنبلى المقدسى في كتابه (الصارم المبكي) - كره قوم زيارة القبور، لأنه روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أحاديث في النهي عنها، كحديث عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:((من زار القبور فليس منا)) . وروى ابن أبي شيبة في مصنفه عن الشعبي أنه قال: لولا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن زيارة القبور لزرت قبر أبنتي.
وروى عبد الرزاق عن الثورى عن منصور عن إبراهيم النخعي أنه قال: كانوا يكرهون زيارة القبور. وكثيراً ما يقول إبراهيم: كانوا يفعلون كذا، كانوا يكرهون كذا، والظاهر أنه يريد بهم شيوخه، ومن حمل عنه العلم من اصحاب على كرم الله تعالى وجهه، وابن مسعود - رضي الله عنه - وغيرهما. وعن ابن سيرين مثله.
[[السنن والبدع في زيارة القبور]]
وهذا قول ساقط، فإن أحاديث النهي منسوخة، فقد صح أنه عليه الصلاة والسلام قال:
((كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزروها، فإنها تذكركم الآخرة)) . وثبت في الصحيح أنه - صلى الله عليه وسلم - زار قبور شهداء أحد، وأنه عليه الصلاة والسلام كان يعلم أصحابه إذا رأوا القبور أن يقولوا:
((السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، يرحم الله تعالى المستقدمين منكم والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية، اللهم لا تحرمنا أجرهم، ولا تفتنا بعدهم، واغفر لنا ولهم)) ولعل النهي إنما كان اولاً، لما أن الزيارة كانت تفضى إلى أمور محظورة، وكان لجل النياحة عندها. وقيل لأنهم كانوا يتفاخرون بها، كما يشير إليه قوله