طور عقله ثم يرسل إليه رسولاً لا يفصح له بسلوك ذلك المنهاج بل بكل أمره إلى أن يفصح له بعد برهة من الزمان الحلاج: ونهاية الكلام تفويض أمر القائلين بذلك إلى الملك العلام مع اعتقاد أن منهم الأجلة الكبار، والسابقين لا يشق لهم غبار - انتهى.
وإنما سقته بطوله لأنه جمع الأقوال بإشاراته الحسنة وتفصيله.
[(ترجمة ابن الفارض)]
(وأما ابن الفارض) فهو - على ما في ((تاريخ ابن خلكان)) - أبو حفص وأبو القاسم عمر بن أبي الحسن على بن المرشد بن علي الحموي الأصل المصري المولد والدار والوفاة المعروف بابن الفارض المنعوت بالشرف له ديوان شعر لطيف وأسلوبه فيه رائق ظريف.
وكانت ولادته سنة ست وسبعين وخمسمائة بالقاهرة وتوفي بها يوم الثلاثاء في الثامن من جمادى الأولى سنة اثنين وثلاثين وستمائة ودفن من الغد بسفح المقطم. اهـ. باقتصار.
وقال أبو الفلاح ((عبد الحي بن أحمد بن عماد)) في تاريخه ((الشذرات)) ولما قدم أبوه من حماة مصر فقطنها وصار يثبت الفروض للنساء على الرجال بين يدي الحكام ثم ولي نيابة الحكم فغلب عليه التلقيب بالفارض ثم ولد بمصر ((عمر)) في ذي القعدة سنة ست وستين وخمسمائة فنشأ تحت كنف أبيه في عفاف وصيانة وتزهد فلما ترعرع اشتغل بفقه الشافعية وأخذ الحديث عن ((ابن عساكر)) وغيره ثم حبب إليه الخلاء وسلوك طريق الصوفية فصار يسيح في الجبل ومرة إلى أوديته وفي بعض المساجد المهجورة في خربات القرافة مرة ثم يعود إلى والده وهكذا حتى ألف الوحشة وألفه الوحش فصار لا ينفر منه ومع ذلك لم يفتح عليه.