فذهب إلى مكة وبقي في بواديها خمس عشرة سنة ثم رجع إلى مصر فأقام بقاعة الخطابة بالأزهر وعكف عليه الأئمة وقصد بالزيارة وذكر له بعض الكرامات والناس فيه صنفان كما علمت كما قال المناوى ما نصه: والحاصل أنه اختلف في شأن صاحب الترجمة وابن عربي والعفيف التلمساني والتمونوي وابن هود وابن سبعين وتلميذه الششترى وابن مظفر والصفار من الكفر إلى القطبانية.
وذكر التصانيف من الفريقين في هذه القضية ولا أقول كما قال بعض الأعلام: سلم تسلم والسلام بل أذهب إلى ما ذهب إليه بعضهم: إنه يحب اعتقادهم وتعظيمهم ويحرم النظر في كتبهم على من لم يتأهل لتنزيل ما فيها من الشحطات على قوانين الشريعة المطهرة وقد وقع لجماعة من الكبار الرجوع عن الإنكار. اهـ.
وقال الكمال الأذفوى: وأحسن ديوانه القصيدة التي مطلعها: [كامل]
قلبي يحدثني بأنك متلفى ... روحى فداك عرفت أم لم تعرف
واللامية التي أولها: هو الحب فاسلم بالحشى ما الهوى سهل.
والكافية التي أولها: ته دلالا فأنت أهل لذاكا.
قال: وأما النائية فهي عند أهل العلم - يعني الظاهر - غير مرضية، مشعرة بأمور ردية وكان عشاقاً يعشق مطلق الجمال وذكر الفوصى في ((الوحيد)) أنه كان للشيخ جوار بالهنسا يذهب إليهن فيغنين له بالدف والشبابة وهو يرقص ويتواجد ولكل قوم مشرب! وقيل: لما حضرته الوفاة رأى الجنة مثلت له فبكى وقال: [بسيط]
إن كان منزلتي في الحب عندكم ... ما قد رأيت فقد ضيعت أيامي
فقيل له: هذا مقام كريم. فقال: رابعة وهي امرأة تقول: ((وعزتك ما عبدتك رغبة في جنتك بل لمحبتك وليس هذا ما قطعت عمري في السلوك