للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[[صاحب الكبيرة]]

تتمة

أهل الجنة: هم المؤمنون بالله تعالى ورسله. وأهل النار هم الكفرة بالله تعالى ورسله. وعصاة المؤمنين: المرتكبون الكبائر غير مخلدين في النار عند أهل السنة والجماعة، خلافاً للمعتزلة كما هو مفصل في الكتب الكلامية.

ومن العجائب ما في الإنسان الكامل لعبد الكريم الجيلى ونصه: ثم اعلم أن أهل النار أناساً هم عند الله تعالى افضل من كثير من اهل الجنة، وأدخلهم دار الشقاء ليتجلى عليهم فيها فيكونون محل نظرة من الأشقياء. وهذا سر غريب وأمر عجيب، يفعل ما يشاء ويختار. أهـ.

وكتب عليه الوالد عليه الرحمة ما نصه: وأنت تعلم أن الله تعالى قال: {إنك من تدخل النار فقد أخزيته} أفترى من أخزاه الله تعالى يفضل من أجله دار رحمته ورضاه. سبحانك! هذا بهتان عظيم.

فإن كان لصاحب الإنسان الكامل جواب عن ذلك يزعمه فنسأل الله تعالى أن يجعله من أولئك الإناس يوم الجزاء، ليكون محل نظرة عز وجل من الأشقياء. أهـ.

ثم أعلم أنه قد تبين لك مما نقلناه من الأقوال: أن القول الصحيح، الحرى بالترجيح، هو بقاء الجنة والنار وساكنيهما من الأخيار والفجار، وإن الشيخ ابن تيمية لم يتبين عنه نقل صحيح فيما نسب إليه، ولئن سلم أنه مال لذلك فقد ذهب إليه بعض السلف، وأفراد من الخلف، كما تقدم آنفاً، فليس في ميله ما يوجب تكفيراً عند من أنصف.

على أنا لا نعلم إن صح النقل عدم رجوعه عنه، وهو لا يعد عند المنصفين إلا من العلماء المجتهدين، وأى مجتهد قرنت بالصواب جميع أقواله، وصوبت كافة أحواله، وكم رجع مجتهد عن اجتهاده الأول، ونص على خلافه وعول.

<<  <   >  >>