(ومنهم) - زين الدين أبو حفص عمر بن سعد الله الحراني الدمشقي الفقيه، قال الذهبي: عالم ذكي، خبير بصير بالفقه والعربية سمع الكثير وتخرج على الشيخ ابن تيمية ولازمه وولى نيابة الحكم. وحدث ابن الشيخ السلامية عنا أنه قال: لم أقض قضية إلا وأعددت لها الجواب بين يدي الله تعالى. ولد سنة خمس وثمانين وستمائة وتوفي سنة تسع وأربعين وسبعمائة شهيداً بالطاعون - رحمه الله تعالى.
[(ترجمة ابن مفلح)]
(ومنهم) - أقضى القضاة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن مفلح بن محمد ابن مفرج المقدسي، ثم الصالحي الحنبلي.
قال ابن العماد: هو الشيخ الإمام العالم العلامة وحيد دهره وفريد عصره شيخ الإسلام وأحد الأئمة الأعلام تفقه وبرع ودرس وأفتى وناظر وحدث وأفاد وناب في الحكم عن قاضي القضاة المرداوي وتزوج ابنته وكان آية وغاية في نقل مذهب الإمام أحمد - رضي الله عنه -.
وقال أبو البقاء السبكي: ما رأت عيناي أحداً أفقه منه وكان ذا حفظ من زهد وتعفف وورع ودين ومتين.
وذكره الذهبي في ((المعجم)) فقال: شاب عالم، له عمل ونظر في رجال السنن. ناظر وسمع وكتب وتقدم ولم ير في زمانه في المذاهب الأربعة من له محفوظات أكثر منه فمن محفوظاته: المنتقى في الأحكام.
وقال ابن القيم: ما تحت قبة الفلك أعلم بمذهب الإمام أحمد ابن مفلح وحسبك هذه الشهادة من مثل هذا الإمام. وحضر عند الشيخ تقي الدين ونقل عنه كثيراً وكان يقول له: ما أنت ابن مفلح، بل أنت ابن مفلح وكان أخبر الناس بمسائله واختياراته حتى أن العلامة ابن القيم كان يراجعه في ذلك.