تغير منه شئ؟ قال: لا، إلا شعرات من قفاه، إن لحوم الأنبياء، لا تبليها الأرض، ولا تأكلها السباع.
فلو كان الدعاء عند القبور سنة أو فضيلة لنصبوا عليه علماً عنده، ولكن كانوا أعلم بالله وبرسوله ودينه من الخلوف التى خلفت بعدهم، وكذلك التابعون لهم بإحسان درجوا على سبيلهم، فقد كان عندهم من قبور الصحابة عدد كثير في الأمصار، فما منهم من استغاث بها ولا دعا عندهم، ولا أستسقى بها ولا استنصر، ولو كان لتوفرت الدواعي على نقله، وقد عمت البلوى الآن والنذور من اعظم العبادات، وأجل الغربات، وتفاخروا بوضع الزينة على تلك المقابر، وألهاهم عن اتباع السنة التكاثر، وحسب كثير منهم أن ذلك من السنن، وفشا المنكر، وظهرت - والعياذ بالله تعالى - الفتن، حتى نسج العالم الخبير على فمه من السكوت لثام، وترك الأمر بالمعروف خوفاً من مناقشة الجهلة اللئام، فإنا لله! ولا حول ولا قوة إلا بالله! .
[[حديث مالك]]
(قال المانعون) : وأما حديث الإمام مالك الذى رواه صاحب الشفاء فهو معارض برواية المبسوط، ورواها أيضاً القاضي عياض وغيره: أن مالكاً قال: لا أرى أن يقف عند قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو، ولكن يسلم ويمضى.
وقال ايضاً في المبسوط: لا بأس لمن قدم من سفر أو خرج أن يقف على قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - ويدعو له ولأبي بكر وعمر، فقيل له: إن ناساً من أهل المدينة لا يقدمون من سفر ور يريدونه يفعلون ذلك في اليوم مرة أو أكثر عند القبر، فيسلمون ويدعون ساعة؟ فقال: لم يبلغني هذا عن