وكذلك مجيئه إلى الأرض قبل يوم القيامة حين يقبض من عليها ولا يبقى بها أحد كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((فأصبح ربك يطوف في الأرض وقد خلت عليه البلاد - هذا وهو فوق سمواته على عرشه)) اهـ.
البحث الخامس
[[هل تموت الروح؟]]
اختلف الناس أيضاً في الروح: هل تموت أم لا؟ فذهبت طائفة إلى أنها تموت لأنها نفس وكل نفس ذائقة الموت وإذا كانت الملائكة يموتون فالأرواح البشرية أولى.
وقالت طائفة: إنها لا تموت للأحاديث الدالة على نعيمها وعذابها بعد المفارقة إلى أن يرجعها الله تعالى إلى الجسد قال في روح المعاني: والصواب أن يقال: موت الروح هو مفارقتها الجسد فإن أريد بموتها هذا القدر فهي ذائقة الموت وإن أريد أنها تعدم وتضمحل فهي لا تموت بل تبقى مفارقة ما شاء الله تعالى ثم تعود إلى الجسد وتبفى معه في نعيم أو عذاب أبد الآبدين. اهـ.
[[قصيدة ابن سينا في الروح ومعارضه الدهلوى لها]]
وللروح معان أخر ليس هذا موضع ذكرها من أرادها فليرجع إلى كتب التفسير والله سبحانه ولى التوفيق ومن المنظومات في أمر الروح ما قاله أبو على بن سينا وهو قوله:[كامل]
هبطت إليك من المحل الأرفع ... ررقاء ذات تعزز وتمنع
محجوبة عن كل مقلة عارف ... وهي التي سفرت ولم تتبرقع
وصلت على كره إليك وربما ... كرهت فراقك وهي ذات تفجع
أنفت وما أنست فلما واصلت ... ألفت مجاورة الخراب البلقع