للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بلا تعطيل، قال عز شأنه: {ليس كمثله شئ وهو السميع البصير} [الشورى ١١] فقوله {ليس كمثله شئ} رد على الممثلة، وقوله تعالى {وهو السميع البصير} رد على المعطلة.

قال بعض العلماء: المعطل بعبد عدما، والممثل بعبد صنما. المعطل أعمى، والممثل أعشى، ودين الله سبحانه بين الغالى فيه والجافي عنه، وقد قال تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطاً} [البقرة ١٤٣] والسنة في الإسلام كالإسلام في الملل، وأهل السنة وسط في الصفات بين أهل التمثيل وأهل التعطيل، وهذا هو صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً. فنسأل الله تعالى العظيم أن يجعلنا وسائر إخواننا منهم - وصلى الله تعالى وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. والحمد لله رب العالمين. أهـ.

[[كلام ابن تيمية في العرش وإحاطة الله بمخلوقاته]]

تنبيه

وقد سئل عليه الرحمة أيضاً عن العرش، هل هو كرى أم لا، فإذا كان كرياً والله من ورائه محيط به، بائن عنه، فما فائدة توجه العبد إلى الله سبحانه حين الدعاء والعبادة فبقصد العلو دون غيره، إذ لا فرق حينئذ بين قصد جهة العلو وغيرها من الجهات التى تحيط بالداعى، ومع هذا نجد في قلوبنا قصداً يطلب العلو لا يلتفت يمنه ولا يسره فأخبرنا عن هذه الضرورة التى نجدها في قلوبنا وقد فطرنا عليها؟.

فأجاب بجواب مفصل، قد كشف فيه هذا المفصل ولنذكر بعضا منه على وجه التخليص والاختصار، فقد يكتفى بالتهتان عن الوابل المدرار. فنقول: قال عليه الرحمة: إنه لقائل أن يقول: لم يثبت بدليل يعتمد أن العرش فلك من الأفلاك المستديرة الكرية، وإنما ذكره طائفة من المتأخرين

<<  <   >  >>