للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتضرعه لربه سبحانه وتعالى: وليس من الكرم ألا تحسن إلا لمن أحسن إليك وأنت المفضال الغني؛ بل من الكرم أن تحسن لمن أساء إليك وأنت الرحيم العلي. فكتب عليه الشارح المذكور ما نصه: رأيت بخط سيدي عبد النور ما صورته: فيه إشكال وتوهم المخالفة؛ لقوله تعالى: {إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم} [الإسراء ٧] .

وكذا وجدت منسوباً لسيدي ((أبي عبد الله بن عباد)) ما نصه: ينبغي أن يسقط إليك من قوله أحسن وأساء للآية الكريمة، غير أنه لا يقدر أحد أن يبدل لفظ الشيخ لأنه يرى من نور الولاية ما لا يراه غيره. انتهى ما نقله الشارح باقتصار. وأنت تعلم أن باب التأويل واسع، ومنه الحمل على المشاركلة أو المجاز إن كنت تدافع. وكذا في بعض أحزابه كلمات تصوف، تؤول بالتكلف وكذا التوسل والإقسام بغير الميلك العلام، كالنبي الكريم عليه أفضل الصرلاة والسلام. وهو كما قاله شارحه محل خلاف، بين الأئمة الأسلاف فمنهم من قصره على سيد المرسلين كالشيخ عز الدين، ومنهم من جوزه بكافة الصالحين ومنهم من خصه برب العالمين وستمر بك الأدلة إن شاء الله تعالى مفصلة في هذه المجلة، فخذ ما أجمل الآن وكن من الشاكرين.

[الفصل الثالث: [المعترضون على الصوفية كثيرون]]

قوله فيما مر آنفاً: (كما تتبع ابن عربي وابن الفارض وابن سبعين، تتبع أيضاً الحلاج الحسين بن منصور ولا زال يتتبع الأكابر ... إلى آخره) فتهور بارد وتشنيع كاسد وقول عاطل ينبغي أن لا يصدر عن مثل هذا الفاضل لأن الشيخ ابن تيمية ليس أول معترض عليهم وعلى أمثالهم من أرباب الوحدة فكم له سلف في ذلك، وكم له محذر عن تلك المهالك. فليت

<<  <   >  >>