وأبى القاسم القشيرى سنة سبعمائة وست وستين. وله بعض التأليفات، منها: مناسك الحج على المذاهب الأربعة. وكان خيراً صالحاً - رحمه الله تعالى.
وأقول: إن الشيخ ابن حجر قد صرح في كلامه السابق بذكر هؤلاء الثلاثة فلزمت ترجمتهم. ثم أجمل بعد ذلك بقوله: وغيرهم؛ فلزم أيضاً تكميلاً للاطلاع ترجمة بعض من اؤلئك الغير.
[(ترجمة الزملكاني)]
(فمنهم) الزملكاني - وهو القاضي كمال الدين أبو المعالي محمد بن الإمام علاء الدين على الزملكاني، انتهت إليه رياسة مذهب الشافعي.
قال ابن الوردى في تاريخه: طلب من حلب على البريد إلى حضرة السلطان ليولى القضاء بالشام؛ فتوفى بمدينة بلبيس وحمل إلى القاهرة فدفن بالقوافة سنة سبعمائة وسبع وعشرين. وكان غزير العلم، كثير الفنون، مسدد الفتاوى، دقيق الذهن - رحمه الله تعالى. اهـ.
وقال في كتاب (كشف الظنون في أسماء الكتب والفنون) : بحث ابن تيمية وابن الزملكاني في مسألة الطلاق، وفي حرمة شد الرحال إلى قبور الأنبياء والصالحين فصنفوا فيه منها الأبحاث الجلية وكتاب الدرة اليتيمة. وبالغ العلماء في رده حتى صرح بكفر من أطلق عليه شيخ الإسلام، فانتدب حافظ الشام الشمس بن ناصر الدين الشافعي المتوفى سنة ثمانمائة واثنين واربعين فجمع كتاباً سماه ((الرد الوافر على من زعم أن من أطلق على ابن تيمية شيخ الإسلام كافر)) انتهى.
وذكر السخاوى: أن الحافظ ابن حجر العسقلاني قرأ عليه - يعني على الشمس - وهو أيضاً قرأ على ابن حجر، وله مصنفات عديدة. وسيأتي إنشاء الله تعالى هذا البحث مع أدلة الطرفين في محله.