(قوله الطرطوشي) - هو محمد بن الوليد بن محمد القرشي الأندلسي الطرطوشي (بضم الطاءين المهملتين) نسبة إلى طرطوشة بالشين المعجمة وهي مدينة في آخر بلاد المسلمين بالأندلس على ساحل البحر المعروف بابن أبي زندقة - بالراء وسكون النون وفتح الدال والقاف - وهي لفظة أفرنجية قيل: إن معناها رد تعال وهو الفقيه المالكي الزاهد صحب أبا الوليد الباجي بمدينة سرقسطة فأخذ عنه مسائل الخلاف وسمع منه وقرأ الأدب على أبي محمد بمدينة أشبيلية ورحل إلى دمشق سنة ست وسبعين وأربعمائة وحج ودخل بغداد والبصرة وتفقه على أبي بكر محمد الشاشى الفقيه الشافعي وسكن الشام مدة ودرس بها وكان إماماً عالماً عاملاً زاهداً ورعاً متواضعاً متقشقا متللاً من الدنيا وكان كثيراً ما ينشد: [رمل]
إن لله عباداً فطنا ... طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
فكروا فيها فلما علموا ... أنها ليست لحى وطنا
جعلوها لجة واتخذوا ... صالح الأعمال فيها سفنا
ولما دخل على شاهنشاه وكان بجانبه رجل نصراني فوعظ شاهنشاه حتى بكى وأنشد:[سريع]
ياذا الذي طاعته قربة ... وحقه مفترض واجب
إن الذي شُرفت من أجله ... يزعم هذا أنه كاذب
وأشار إلى النصراني فأقامه شاهنشاه من موضعه وله تصانيف كثيرة منها (سراج الهدى، وسراج الملوك) وله طريقته في الخلاف وكانت ولادته سنة إحدى وسبعين وأربعمائة تقريباً وتوفي سنة عشرين وخمسمائة قال ابن خلكان.