كثير من عباراتهم فتدبر هذا وذاك وهو سبحانه المرجو لهدانا وهداك.
[فصل:(في الجرح والتعديل)]
فإن قلت: قد تبين أن من العلماء من هو قادح في الشيخ ابن تيمية وإن كانوا أقل من الفرقة الراضية المرضية؛ إلا أنه من القاعدة التي عليها التعويل أن الجرح مقدم على التعديل فما الجواب المميز للخطأ عن الصواب؟
قلت: قال العلامة شيخ مشايخنا وافضل المتأخرين في عصرنا: السيد محمد أمين بن عابدين الدمشقي محشى ((الدر المختار)) في كتابه ((سل الحسام الهندي لنصرة الشيخ خالد النقبندى)) : إن هذه القاعدة المعروفة بين أهل التفريغ والتأصيل من أن الجرح مقدم على التعديل إنما هي في غير من اشتهرت عدالته وظهرت ديانته وفي غير من علم أن التكلم فيه ناشئ عن عداوة أو جهالة وغباوة فقد قال الحافظ الباجي: الصواب عندنا أن من ثبتت إمامته وعدالته وكثر مادحوه ومزكوه وندر جارحه وكان هناك قرينة دالة على سبب جرحه من تعصب مذهبي أو غيره؛ فإنا لا نلتفت إلى الجرح فيه ونعمل فيه بالعدالة وإلا فلو فتحنا هذا الباب وأخذنا تقديم الجرح على إطلاقة لما سلم لنا أحد من الأئمة إذ وما من إمام وقد طعن فيه طاعنون وهلك فيه هالكون وقد عقد الحافظ أبو عمر بن عبد البر في ((كتاب)) العلم بابا في حكم قول العلماء بعضهم في بعض - بدأ فيه بحديث الزبير - رضي الله عنه - ((دب غليكم داء الأمم قبلكم: الحسد والبغضاء)) الحديث وروى بسنده عن ابن عباس - رضي الله عنهم - أنه قال: