(ومنهم) - زين الدين عمر بن مظفر بن عمر بن محمد الوردى المصري الحلبي الشافعي قال ابن العماد: كان إماماً بارعاً في اللغة والفقه والنحو والأدب متفنناً في العلم ونظمه في الطبقة القصوى وله فضائل مشهورة وله تصانيف كثيرة منها شرح ألفية ابن مالك وألفية ابن معطى واللباب وتذكرة الغريب ومنطق الطير في التصوف وغير ذلك توفي مطعونا بحلب سنة تسع وأربعين وسبعمائة وقال ابن قاضي شهبة: وله ديةان شعر ومقامات. وناب في الحكم بحلب وفي شبيبته عن ابن النقيب ثم عزل نفسه وحلف لا بلى القضاء لمنام رآه وكان ملازماً للاشتغال والتصنيف وشاع ذكره واشتهر صيته قال السيوطي ومن نظمه:[سريع]
لا تقصد القاضي إذا أدبرت ... دنياك واقصد من جواد كريم
كيف ترجى الرزق من عند من ... يفتى بأن الفلس مال عظيم
ومنه قوله:[سريع]
سبحان من سخر لى حاصدى ... يُحدث لى في غيبتى ذكراً
لا أكره الغيبة من حاسد ... يفيدنى الشهوة والأجرا
قلت: وهو من أعظم المحبين الموالين للسيخ ابن تيمية فقد قال في ترجمته المطنبة في تاريخه مانصه: لقد نصر السنة المحضة والطريقة السلفية، واحتج لها ببراهين ومقدمات وأمور لم يسبق إليها وأطلق عبارات أحجم عنها الأولون والآخرون. وكان معظماً لحرمات الله تعالى، دائم الابتهال قوى التوكل وهو أكبر من ينبه على فضله مثلى؛ فلو حلفت بين الركن والمقام لحلفت إني ما رأيت بعيني مثله ولا أرى هو مثل نفسه في العلم. انتهى باختصار.