المفيد ومن الكرامية جماعة ومن أهل المكاشفة والرياضة أكثرهم.
ومن أراد الإحاطة بالأدلة والتفصيل فليرجع إلى كتب الإمام الرازي كالمباحث الإشرافية وكتب أبي علي وشهاب الدين المقتول وإلى كتاب الروح والنفس لابن القيم وروح المعاني وغيرها.
البحث الثالث
[[الروح حادثة أم هي قديمة؟]]
اختلف الناس أيضاً في حدوث الروح وقدمه أجمع المسلمون على أنه حادث حدوثاً زمانياً كسائر أجزاء العالم إلا أنهم اختلفوا في أنه هل هو حادث قبل البدن أم بعده؟ فذهب طائفة إلى الحدوث قبل منهم محمد بن نصر المروزى وأبو محمد بن نصر المروزى وأبو محمد بن حزم الظاهري صاحب الملل والنحل وحكاه إجماعاً وليس كذلك واستدل لذلك بما في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:((الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منا اختلف)) .
قال ابن الجوزى في تبصرته: قال أبو سليمان الخطابي: معنى هذا الحديث الإخبار عن كون الأرواح مخلوقة قبل الأجساد وبقوله تعالى: {وإذا أخذ ربك كم بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم؟ قالوا بلى}[الأعراف ١٧٢] الآية، وقوله تعالى:{ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة}[الأعراف ١١] الآية وذهب آخرون منهم حجة الإسلام الغزالي إلى الحدوث بعد.
ومن أدلة ذلك كما قال ابن القيم الحديث الصحيح: ((إن خلق ابن آدم يجمع في بطن أمه أربعين يوماً دماً ثم يكون علقه مثل ذلك ثم يكون