وقيل: إن الإنسان هو الروح الذي في القلب وقيل إنه جزء لا يتجزأ في الدماغ وقيل: إنه أجزاء نارية مختلطة بالأرواح القلبية والدماغية وهي المسماة بالحرارة الغريزية وقيل هو الدم الحال في البدن وقيل إلى نحو ألف قول.
والمعول عليه عند المحققين قولان:
الأول: أن الإنسان عبارة عن جسم نوراني علوى حي متحرك مخالف بالماهية لهذا الجسم المحسوس سار فيه سريان الماء في الورد والدهن في الزيتون والنار في الفحم لا يقبل التحلل والتبدل والتفرق والتمزق مفيد للجسم المحسوس الحياة وتوابعها ما دام صالحاً لقبول الفيض لعدم حدوث ما يمنع من السريان كالأخلاط الغليظة ومتى حدث ذلك حصل الموت لانقطاع السريان والروح عبارة عن ذلك الجسم - واستحسن هذا الإمام فخر الدين.
وقال المحقق ابن القيم في كتابه (الروح) : إنه الصواب وعليه دل الكتاب والسنة وإجماع الصحابة وأدلة العقل والفطرة وذكر له مائة دليل وخمسة أدلة فليراجع فإنه كتاب مفيد جداً يهب للروح روحاً ويورث للصدر شرحاً.
الثاني: أنه ليس بجسم ولا جسماني وهو الروح وليس بداخل العالم ولا خارجه ولا متصل به ولا منفصل عنه لكنه متعلق بالبدن تعلق التدبير والتصرف.
قال الوالد: وهو قول أكثر الإلهيين من الفلاسفة وذهب إليه جماعة عظيمة من المسلمين منهم الشيخ أبو القاسم الأصفهاني وحجة الإسلام أبو حامد الغزالي ومن المعتزلة معمر بن عباد السلمي ومن الشيعة الشيخ