بقي أن الرؤيا كما في (روح المعاني) : مصدر رأى الحلمية الدالة على ما يقع في النوم سواء كان مرثياً أم لا على ما هو المشهور والرؤية: مصدر رأى البصرية الدالة على إدراك مخصوص وفرق بين مصدر المعنيين بالتأنيثين ونظير ذلك: القرب للتقرب المعنوي بعبادة وتحوها والقربى للتقرب النسبي وحقيقتها عند أهل السنة كما قال النووي: أن الله سبحانه يخلق في قلب النائم اعتقادات كما يخلقها في قلب اليقظان وقد جعل سبحانه تلك الاعتقادات علماً على أمور أخر يخلقها في ثاني الحال.
ثم إن ما يكون علماً على ما يسر بخلقه بغير حضرة الشيطان وما يكون علماً على ما يضر يخلقه بحضرته ويسمى الأول رؤيا وتضاف إليه تعالى إضافة تشريف والثاني حلماً وتضاف إلى الشيطان وعلى ذلك قوله عليه الصلاة والسلام:((الرؤيا من الله تعالى والحلم من الشيطان))
وفي الصحيح أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:((إذا رأى أحدكم الرؤيا يحبها من الله تعالى فليحمد الله تعالى وليحدث بها وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنها الشيطان فليستعذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم ومن شرها ولا يذكرها لأحد فإنها لن تضره)) .
وصح عن جابر عنه - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثاً وليستعذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم وليتحول عن جنبه الذي كان عليه)) وقيل هي أحاديث الملك الموكل بالأرواح إن كانت صادقة ووسوسة الشيطان والنفس إن كانت كاذبة ونسب هذا إلى المحدثين.
وقال غير واحد من المتفلسفة: هي انطباع الصورة المنحدرة من أفق المخيلة إلى الحس المشترك والصادق منها إنما يكون باتصال النفس بالملكوت لما