وجعل يواري بالقطن المندوف، لهب الاعتراض الوهاج وينسج لعورته سترة من حلج قول ((الحسين بن منصور الحلاج)) : [هزج]
جحودي لك تقديس ... وعقلي فيك منهوس
فما آدم إلا كا ... وما في الكون إبليس
إلى غير ذلك مما هو مبني على القول بوحدة الوجود التي أبى القول بها كثير من أرباب وحدة الشهود وهي على تقدير صحتها في نفس الأمر ليس فيها صريح نقل وإنها لطور ما وراء طور العقل فلا تصطاد بعنكبوت الفكر وإن دق.
وإنما تفيض على طاهرى السر من جانب حضرة الفياض المطلق وقول الشيخ عبد الغني النابلسي عن ابن كمال: يجب على السلطان جبر الناس على القول بها على كل حال مما لا أرى له صحة أصلا وإن كان قد قاله فلا مرحباً به ولا أهلاً فهذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يجبر على ذلك أحداً.
وقولا الشيخ ((إبراهيم الكوراني)) إن كلمة التوحيد تدل على ذلك وإن تكلف له لا يتم أبداً والإمام الرباني مجدد الألف الثاني يقول: قد يعرض للسالك القول بذلك لكنه لا يبقى ولا يستقر عليه إذا ترقى بل يعلم بلامين أن هناك وجودين وحقيقتين متمايزتين، ويقول: أين التراب من رب الأرباب وذكر قدس سره أنه اعتراه ذلك في أثناء مسيره ثم ترقى عنه بفضل الله تعالى ولطفه سبحانه إلى غيره وأنت تعلم أن كثيراً من الفلاسفة يقول بذلك وكلامهم فيما ظاهر فيما يأتي أن يكون اعتقاد الوحدة حالاً من أحوال السالك.
وبالجملة خطر القول بالوحدة كثير ولا يخفى ما هو الأسلم على الصغير والكبير وما كان الله تعالى بمقتضي فضله وعدله ليكلف العبد بما وراء