للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصدر الأول من صدور المسلمين مع مخالفته لما نطقت به ظواهر الاى والأخبار النبوية كالحديث الذي ذكره العلامة ابن حجر الهيتمي في ((فتاواه الحديثية)) ، فقد تضمن أن فرعون وغلام الخضر عليه السلام طبعا على الكفر ولم يولدا كغيرهما على فطرة الإسلام والحق عندي عدم الإكفار في هذا الباب. وللجلال الدواني وهو شافعي رسالة في إيمانه (١) لكن أنكر نسبتها غليه الشهاب والعجب أن التشنيع على الشيخ الأكبر في هذه المسألة شائع بين كل غاد ورائح مع أنه اضطرب فيها هو أعظم منها من نجاة المهلكين غير قومي لوط وصالح والآيات الدالة على عدم نجاة أولئك المهلكين أظهر في المراد من الآيات الدالة على كفر ذلك اللعين وما أحسن قول ((مالك)) الإمام الحبر: كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر وأشار ذلك الإمام إلى قبر المصطفى عليه الصلاة والسلام فأقنع بذلك وإياك والتكفير فإنه لعمري أمر مر خطير.

ولا تظن أن الخطأ في بعض المسائل ينقص شيئاً أو يورث شيئاً في حق الكامل ثم إني على العلات أقول غير مكترث باعتراض مكثار جهول: لا ينبغي لمن تلوث بالقاذورات الدنيوية وتلبث بأثقال الشهوات النفسانية عن العروج إلى الحظائر القدسية أن يدخل في مضايق القوم فيوجب على نفسه مزيد التعب واللوم وقد اشتهر عن بعضهم وتحقق أنه قال: من طالع كتبنا وليس منا تزندق وقال الشيخ عبد الوهاب الشعراني: إن بعض الخواص قال لشيخنا على الخواص: ما لي لا أفهم كلام أخي فلان؟ فقال: كيف تفهم كلامه وله ثواب واحد ولك ثوبان! وكم رأيت أنا من ترك الصلاة والصيام بل أخرج عنقه عن ربقة جميع شعائر الإسلام لما أنكر عليه من أنكر قرأ له قول الشيخ الأكبر:

العبد رب والرب عبد ... فليت شعري من المكلف؟


(١) وهي رسالة ((إيمان فرعون)) .

<<  <   >  >>