للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والنصوص مما دسه بعض اليهود ليحل به من ضعفاء المؤمنين العقود ولا يكاد يقبل هذا إلا فتى، النقصان أبوه وأمه، والبلاهة - عافانا الله تعالى وإياكم - خاله وعمه.

نعم قد دس من بغض على بعض العلماء وأدخل من دخل في الدين شيئاً من الافتراء، ثم ظهر الأمر للمنصف بالرجوع إلى نسخة المنصف أو بنحو ذلك مما تتضح به المسالك غلا أن ذاك عن هذا بمعزل وبعيد عنه بألف ألف منزل. وبالجملة، إن أمر التكلم والتدوين لا ينكشف غباره إلا عن أعين أرباب التمكين. ثم ما قلناه هو من بعض الأمور لا في جميع ما هو في كتب القوم مسطور، غذ منه ما هو حرى بالقبول يشهد له المعقول والمنقول ولم يتعرض له برد ولم يتعرض عليه أحد. ومنه ما هو من الأمور الكشفية ولا تعلق له أصلاً بالأمور الدينية، كالذي يذكر في شأن أرض السمسمة مما أكثر فيه الهياط والمياط (١) ولا يكاد يلج في خريطة ذهن جغرافي حتى يلج الجمل في سم الخياط فاعتقاد مثل هذا وإنكاره بحسب الظاهر في الديانة سيان، والأولى جعله من عالم المثال وتسليمه لأهل ذلك الشأن: [خفيف]

وإذا لم تر الهلال فسلم ... لأناس رأوه بالأبصار

ومنه ما قيل عن اجتهاد ورأى، لكنه خالف ظواهر الأخبار والآى. فلا يبعد من قائله الغلط، فمن ذا الذي لم يغلط من المجتهد قط؟ من ذلك القول بنجاة فرعون فقد قال الشيخ الأكبر اجتهاداً وعز ناصر له فرعون وقد تناقض كلامه بذلك في كتابين فختم في ((الفصوص)) وختم على القول بنجاة وفتح في ((الفتوحات)) عليه باب الحين بل تناقض في الفتوحات نفسها كما لا يخفى على من أحاط خبراً بدرسها وقد غلظه بذلك معظم المتقدمين والمنتقدين ولكن قال المنصف منهم: غلطه فيه عفو كغلط سائر المجتهدين، ومن الشافعية من أكفر القائل بنجاة ذلك اللعين لمخالفته ما ثبت بإجماع أهل


(١) الضجيج والشر.

<<  <   >  >>