للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والإثبات هو لوح العقل الأول ولوح القدر أي لوح النفس الناطقة الكلية التي يفصل فيها كلمات اللوح الأول وهو المسمى باللوح المحفوظ ولوح النفس الجزيئة السماوية التي ينتقش فيها كل ما في هذا العالم شكله وهيئته ومقداره وهو المسمى بالسماء الدنيا وهو بمثابة خيال العالم كما أن الأول بمثابة روحه والثاني بمثابة قلبه ولوح الحيوان القابل للصور في عالم الشهادة ويقولون أيضاً ما يقولون، وينشد المنتصر له: [خفيف]

وإذا لم تر الهلال فسلم ... لأناس رأوه بالأبصار

هذا ولا تظنن أن نفي رؤيتهم للوح المحفوظ نفي لكراماتهم الكشفية وإلهاماتهم الغيبية معاذ الله تعالى من ذلك وطرق إطلاع الله تعالى من شاء من أوليائه على من يشاء من علمه غير منحصر بإراءته اللوح المحفوظ ثم إن الإمكان مما لا نزاع فيه وليس الكلام إلا في الوقوع وورود ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأجلة أصحابه كالصديق والفاروق وذي النورين وباب مدينة العلم - والنقطة تحت الباء - - رضي الله عنهم - أجمعين - انتهى.

وقال في آخر تفسير سورة ((الرعد)) بعد أن نقل طبق هذا عنهم ما نصه: ((وهو كلام فلسفي)) انتهى.

وقال الشيخ محيى الدين في الباب (٣١٦) من كلام في القلم ما بعضه: وعدد هذه الأقلام التي تجري على حكم كتابتها الليل والنهار ثلثمائة قلم وستون قلماً على عدد درج الفلك وكل قلم له علم من الله تعالى خاص ليس لغيره ومن ذلك القلم ينزل العلم إلى درجة معينة من درجات الفلك فإذا نزل في تلك الدرجة ما نزل من الكواكب التي يقطعها بالسير من الثمانية الأفلاك يأخذ من تلك الدرجة من العلم المودع من ذلك القلم بقدر ما تعطيه قوة روحانية ذلك الكوكب فيتحرك بذلك فلكها فيبلغ الأثر إلى العناصر فتقبل من

<<  <   >  >>