للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فمن كان منهم كذلك فقد زعم أن آدم كافر، وأن إخوة يوسف كفار حين كذبوا أباهم. وأجمعت المعتزلة أن من سرق حبة فهو في النار، تبين منه امرأته، ويستأنف الحج إن كان حج، فهؤلاء الذين يقولون هذه المقالة كفار، وحكمهم أن لا يكلموا، ولا تؤكل ذبائحهم حتى يتوبوا.

وأم الرافضة - فقد أجمع من أدركنا من أهل العلم أنهم قالوا: إن علياً أفضل من أبي بكر، وإن إسلام علي أقدم من إسلام أبي بكر، فمن زعم أن علياً أفضل من أبي بكر فقد رد الكتاب والسنة، لقول الله عز وجل: {محمد رسول الله والذين معه} [الفتح ٢٩] فقدم أبا بكر بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يقدم علياً، وقال: ((لو كنت متخذاً خليلاً لأتخذت أبا بكر خليلاً، ولكن الله قد أتخذ صاحبكم خليلاً)) يعني نفسه.

ومن زعم أن إسلام علي كان أقدم من إسلام أبي بكر فقد أخطأ، لأنه أسلم أبو بكر وهو يومئذ ابن خمس وثلاثين سنة، وعلي يومئذ ابن سبع سنين، لم تجر عليه الأحكام والحدود والفرائض. ونؤمن بالقضاء والقدر خيره وشره، حلوه ومرة من الله، وأن الله خلق الجنة قبل خلق الخلق، وخلق للجنة أهلاً،ونعيمها دائم فمن زعم أنه يبيد من الجنة شئ فهو كافر، وخلق النار وخلق للنار أهلاً وعذابها دائم، وأن الله تعالى يخرج قوماً من النار بشفاعة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -، أن أهل الجنة يرون ربهم بأبصارهم لا محالة، وأن الله كلم موسى تكليماً، وأتخذ إبراهيم خليلاً.

والميزان حق، والصراط حق، والأنبياء حق، وعيسى ابن مريم عبد الله ورسوله، والإيمان بالحوض والشفاعة، والإيمان بالعرش والكرسي، والإيمان بملك الموت أنه يقبض الأرواح،ثم ترد الأرواح إلى الأجساد ويسألون عن الإيمان والتوحيد، والرسل. والإيمان بالنفخ في الصور والصور قرن ينفخ فيه إسرافيل.

<<  <   >  >>