وابن الزبير، وصُلب حبيب بن عدي، وقتل الحجاج عبد الرحمن بن أبي ليلى وسعيد بن خبير وغيرهما وقتل زيد بن على.
وأما من ضُرب من كبار العلماء فكثيرون، منهم: عبد الرحمن بن أبي ليلى - ضربه الحجاج أربعمائة سوط ثم قتله.
وسعيد بن المسيب - ضربه عبد الملك بن مروان مائة سوط، وصب عليه جرة ماء في يوم شات، وألبس جبة صوف.
وخبيب بن عبد الله بن الزبير، ضربه عمر بن عبد العزيز بأمر الوليد مائة سوط، وذلك أنه حدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: إذا بلغ بنو العاص ثلاثين رجلاً اتخذوا عباد الله خولاً ومال الله دُولاً. فكان عمر إذا قيل له: أبشر. قال: كيف بخبيب على الطريق! ؟
وأبو عمرو بن العلاء، ضربه بنو أمية خمسمائة سوط.
والإمام موسى الكاظم - سجنه هرون حتى مات.
والإمام أبو حنيفة - توفي في السجن بعد أن ضرب. وقيل: أُوجر سماً.
والإمام مالك بن أنس، ضربه المنصور (١) أيضاً سبعين سوطاً في يمين المكره وكان مالك يقول: لا يلزمه اليمين.
والإمام أحمد، امتحن وسجن وضرب في أيام بني العباس.
وللشيخ ابن تيمية في هؤلاء الأئمة أسوة. لو أردنا استقصاء ما ذكره معاصره من الثناء عليه وبيان سيرته ومفصل أحواله لأفضى بنا إلى الطول، والقلم - لا مللت - ملُول، ويكفى من القلادة ما أحاط بالجيد.
(١) كذا بالأصل وهو غير صحيح والذي في كتب التاريخ: أن الذي ضرب الإمام مالكاً هو جعفر بين سليمان والي المدينة من قبل المنصور وابن عمه ولما علم المنصور بضرب الإمام وما نزل به أعظم من ذلك إعظاماً شديداً وأنكره على ابن عمه وكتب بعزله واعتذر للإمام مالك (م)