للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وانظر إلى مطلب حاولته طلباً ... فنسبه المرء تلقى عند مطلبه

وخذ أدلة ما قالوه واضحة ... من الكتاب ودع ما قد هذوت به

فللإله صفات الذات قد وردت ... بها النصوص بلا ريب ولا شبه

كما تراها على قسمين قائمة ... بها يقينا يراها من أقر به

هو القديم بأوصاف منزهة ... عن الحديث كما تأتيك فانتبه

حي سميع بصير قادر صمد ... فرد جليل عظيم الشأن فارض به

فهذه كلها ذاتية وردت ... ومثلها في المعاني غير مشتبه

كذاك فعلية فانظر مثالها ... وقس عليه وراع الفرع تنج به

يحب يبغض يرضى يستجيب يرى ... يجيء يأتي بلا كيف ولا شبه

وخالق قبل مخلوق يكونه ... وقاهر قبل مقهور يكون به

وراحم قبل مرحوم فيرحمه ... ورازق قبل مرزوق بأضر به

عن أمره صدر المخلوق أجمعه ... والأمر ويحك لا شك يقوله به

وقد تكلم رب العرش بالكتب الـ ... ـمنزلات كلاماً لا شبيه به

ولم يزل فاعلاً أو قاتلاً أزلاً ... إذا يشاء وهذا الحق فارض به

هذى حوادث لامبدا لأولها ... بالنص فافهمه يانومان وانتبه

إذ هل صفات الموصوف تقوم به ... قديمة مثله من غير ما شبه

ومذهب القوم مروى كما وردت ... من غير شائبة التكييف والشبه

ولا يرون بتعطيل الصفات كما ... يقول جهم ومن والاه في الشُّبه (١)

حاشية الله إلا عابد صنما ... يدلى بأخبث معبود وأغربه

ولا يعطل إلا عابد عدما ... وليس تدري له رباً يلوذ به

سوى أباطيل ما يختاره عبثا ... يرى أمانيه تسرى لمركبه


(١) هو جهم بن صفوان (م)

<<  <   >  >>