وقد بسط الشيخ الكلام على نفى قدم العالم وحدوثه، وقدم الصفات في الباب ((الثامن والخمسين وخمسمائة)) من الفتوحات فراجعه إن شئت.
وحاصله: أن العالم قديم في العلم الإلهي، من حيث كونه معلوم علم الله الذي لا افتتاح له، وأنه حادث في الظهور لعالم الشهادة. أنتهى باقتصار.
ونسبه الملا جلال الدواني للشيخ ابن تيميه في العرش وحاشاه من القول بذلك، بل هو قول مفترى، عامل الله تعالى من أفتراه بعدله. وكيف يتخيل عاقل، أو يظن جاهل فضلاً عن فاضل، وأن الشيخ ابن تيميه يقول ذلك ويسلك أخوف المسالك: وهذه ترجمته قد سطرتها المؤرخون، وسيره حررتها العلماء العاملون، وأعظم شاهداً تآليفه وعقائده المنشورات في الأنام، وتأييده للكتاب وسنة خير الأنام عليه افضل الصلاة والسلام. وله في العقائد كتب مبسوطة، وفي رد الفلاسفة والدهرية والمبتدعة تصنيفات مقبولة مغبوطة.
ولعمرى إن الشيخ ابن حجر هذا من غير تثبت واحتياط، ولا يقدر أن يصحح ما رواه عنه حتى يلج الجمل في سم الخياط.
وقد رأيت في كتاب ملخص من بعض كتبه ما نصه: قوله عليه الصلاة والسلام: ((كان الله ولا شئ معه، وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شئ)) نفى وجود المخلوقات من السماوات والأرض وما فيهما لا ينفى وجود العرش.
ولهذا ذهب كثير من السلف إلى أن العرش متقدم على اللوح والقلم مستدلين بهذا الحديث، وحملوا قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((أول ما خلق الله تعالى القلم)) على هذا المذكور من الخلق في قوله {وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء}[هود ٧] .
وهذا نظير حديث ابي رزين: ((أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه قال