للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يكون لقوة ما فوقه، وليعجزه عن احتماله، فقرر بهذا النوع من التمثيل عنده معنى عظمة الله - عز وجل وجلاله - وارتفاع عرشه، ليعلم أن الموصوف يعلو الشأن وجلالة القدر وفخامة الذكر لا يجعل شفيعاً إلى من هو دونه في القدر.، وأسفل منه في الدرجة، وتعالى الله أن يكون مشبهاً لشئ او مكيفاً بصورة خلق، أو مدركاً بحد، ليس كمثله شئ وهو السميع البصير.

وروى سعد عن ابيه: أن سعد بن معاذ حكم على بني قريظة أن يقتل منهم كل من مرت عليه المواسى، وأن يقسم أموالهم وذراريهم، فذكر ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((لقد حكم اليوم بحكم الله الذي حكم به من فوق سبع سماوات)) .

وعن أبي يزيد المديني: أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - مر من ناس من أصحابه فلقيه عجوز فاستوقفته فوقف عليها فوضع يده على منكبيها، حتى قضت حاجتها، فلما فرغت قال له الرجل: حبست رجالات قريش على هذه العجوز! ؟

قال: ويحك! أتدرى من هذه؟ عجوز سمع الله عز وجل شكواها من فوق سبع سماوات! والله لو استوقفتنى إلى الليل لوقفت عليها إلا آتى صلاة ثم أعود إليها حتى تقضى حاجتها! .

وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: تفكروا في كل شئ، ولا تفكروا في ذات الله تعالى، فإن بين السماء السابعة إلى كرسيه سبعة آلاف نور، وهو فوق ذلك)) وقال الفراء في قوله عز وجل: {وهو القاهر} [الأنعام ١٨، ٦١] الآية: كل شئ قهر شيئاً فهو مستعل عليه.

<<  <   >  >>