منابر من نور على يمين الرحمن، وكلتا يديه يمين)) وخلق آدم عليه السلام بيده على صورته، وغرس جنة عدن بيده، وغرس شجرة طوبي بيده، وكتب التوراة بيده، ناولها موسى من يده إلى يده، وكلمه تكليماً من غير واسطة ولا ترجمان، وقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، ويوعيها مااراد، والسماوات والأرض يوم القيامة في كفه، كما جاء في الحديث:((ويضع قدمه في جهنم فينزوى بعضها إلى بعض وتقول: قط قط)) ، ويخرج قوم من النار بعده، وينظر أهل الجنة في وجهه ويرونه ولا يضامون في رؤيته ولا يضارون كما جاء في الحديث ((يتجلى لهم ويعطيهم ما يتمنون)) وقال عز من قائل: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة}[يونس ٣٦] قيل: الحسنى هي الجنة، والزيادة النظر إلى وجهه الكريم.
وقال تعالى:{وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة}[القيامة ٢٢، ٢٣] ويعرض عليه العباد يوم الفصل والدين، يتولى حسابهم بنفسه، ولا يتولى ذلك غيره. وان الله تعالى خلق سبع سماوات بعضها فوق بعض، وسبع أرضين بعضها أسفل من بعض، ومن الأرض العليا إلى السماء الدنيا خمسمائة عام. وبين كل سماء وسماء مسيرة خمسمائة عام، والماء فوق السماء السابعة، وعرش الرحمن فوق الماء، والله تعالى على العرش، ودونه سبعون ألف حجاب من نور وظلمه وما هو أعلم به. وللعرش حملة يحملونه، قال الله عز وجل:{الذين يحملون العرش ومن حوله}[غافر ٧] .
وللعرش حد يعلمه الله تعالى {وترى الملائكة حافين حول العرش}[الزمر ٧٥] وهو سبحانه منزه عن مشابهة خلقه، ولا يخلو من علمه مكان ولا يجوز وصفه بانه في كل مكان، بل يقال: إنه في السماء على العرش، كما قال تعالى:{الرحمن على العرش أستوى} وقال تعالى: {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} والنبي - صلى الله عليه وسلم - بإسلام الأمة لما قال لها: