للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن يقسم على الله تعالى بغيره من الأنبياء، والملائكة، والأولياء، لأنهم ليسوا في درجته.

وقد نقل ذلك عنه المناوى في شرحه الكبير للجامع الصغير. ودليله في ذلك ما رواه الترمذى وقال: حديث حسن صحيح عن عثمان بن حنيف - رضي الله عنه -: أن ردلاً ضرير البصر اتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أدع الله تعالى ان يعافيني.

فقال: ((إن شئت دعوت وغن شئت صبرت فهو خير لك)) قال: فأدعه. فامر عليه الصلاة والسلام أن يتوضأ فيحسن الوضوء، ويدعو بهذا الدعاء: اللهم أنى أسألك وأتوجه بنبيك نبي الرحمة، يا رسول الله، إنى توجهت بك إلى ربي في حاجتى لتقضى لى، اللهم فشفعه في. ونقل عن أحمد مثل ذلك.

ومن الناس من منع التوسل بالذات والقسم على الله تعالى بأحد من خلقه مطلقاً، وهو الذى يرشح به كلام التقى ابن تيميه، ونقله عن الإمام أبي حنيفة وأبي يوسف وغيرهما من العلماء الأعلام.

وأجاب عن الحديث بأنه على حذف مضاد، أى بدعاء، أو شفاعة نبيك - صلى الله عليه وسلم -، ففيه جعل الدعاء وسيلة، وهو جائز بل مندوب.

والدليل على هذا التقدير قوله في أخر الحديث: ((اللهم فشفعه في)) بل في أوله أيضاً ما يدل على ذلك. وقد شفع السبكى كما هو عادته على التقى فقال: ويحسن التوسل والاستغاثة بالنبي - صلى الله عليه وسلم - إلى ربه، ولم ينكر ذلك أحد من السلف والخلف حتى جاء ابن تيميه فأنكر ذلك، وعدل عن الصراط المستقيم، وابتدع ما لم يقله عالم، وصار بين الأنام مثل. أنتهى.

<<  <   >  >>