وقوم خرجوا إلى طريق الفلسفة؛ مثل مسلك من سلك رسائل ((إخوان الصفا)) وقطعة توجد في كلام ((أبي حيان التوحيدي)) . وأما ((ابن عربي)) و ((ابن سبعين)) ونحوهما فجاءوا فلسفية غيروا عباراتها، وأخرجوا في قالب التصوف. و ((ابن سينا)) تكلم في آخر ((الإشارات)) على مقام العارفين بحسب ما يليق بحاله وكذا معظم من لم يعرف الحقائق الإيمانية. و ((الغزالي)) ذكر شيئاً من ذلك في بعض كتبه، لا سيما في الكتاب ((المضنون به على غير أهله)) و ((مشكاة الأنوار)) ونحو ذلك.
حتى ادعى صاحبه ((أبو بكر ابن العربي)) فقال: شيخنا دخل في نظر الفلاسفة وأراد أن يخرج منهم فما قدر؛ لكن ((أبو حامد)) يكفر الفلاسفة في غير موضع وبين فساد طريقتهم وأنها لا تحصل المقصود واشتغل في آخر عمره ((بالبخاري)) ومات على ذلك. وقيل: أنه رجع عن هذه الكتب ومنهم من يقول: إنها مكذوبة عليه وكثر كلام الناس فيه لأجلها؛ ((كالمازوي والطرطوشي وابن الجوزي وابن عقيل)) وغيرهم.
انتهى حاصل الكلام ((ابن تيمية)) .
وهو يناسب ما كان عليه من سوء الاعتقاد حتى في أكابر الصحابة ومن بعدهم إلى أهل عصره وربما أداه ذلك إلى تبديع كثير منهم.
ومن جملة من تتبعه: الولى القطب العارف ((أبو الحسن الشاذلي)) نفعنا الله تعالى به وبعلومه ومعارفه في ((حزبه الكبير وحزب البحر)) وقطعة من كلامه كما تتبع ((ابن عربي وابن الفارض وابن سبعين)) وتتبع أيضاً ((الحلاج الحسين بن منصور)) ولا زال يتتبع الأكابر حتى تمالأ عليه أهل عصره ففسقوه وبدعوه (١) بل كفره كثير منهم.