وبعضهم كانوا مجتهدين فيه إما مصيبين لهم أجران وإما مثابين على عملهم الصالح مغفور له خطؤهم وما كان لهم من السيئات وقد سبق لهم من الله الحسنى فإن الله تعالى يغفرها لهم إما توبة أو حسنات ماحية أو مصائب مكفرة أو غير ذلك فإنهم خير قرون هذه الأمة، انتهى بحروفه.
وقال أيضاً في كتابه (اعتقاد الفرقة الناجية) ما نصه: ومن أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - كما وصفهم الله تعالى في قوله:{والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان} الآية [الحشر ١٠] . وطاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله:((لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أتفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه)) ويقبلون ما جاء به الكتاب والسنو الإجماع من فضائلهم ومراتبهم فيفضلون من أنفق قبل الفتح - وهو صلح الحديبية - وقاتل، على من أنفق من بعده وقاتل ويقدمون المهاجرين على الأنصار ويؤمنون بأن الله تعالى قال لأهل بدر وكانوا ثلاثمائة وبضع عشرة:((اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم)) وبأنه لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة؛ كما أخبر به - صلى الله عليه وسلم - بل وقد - رضي الله عنهم - ورضوا عنه ويشهدون بالجنة لمن شهد له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كالعشرة، و ((ثابت بن قيس بن شماس)) وغيرهم من الصحابة ويقرون بما تواتر به النقل عن أمير المؤمنين ((علي بن أبي طالب)) وغيره: من أن خير هذه الأمة بعد نبيها عليه الصلاة والسلام ((أبو بكر ثم عمر)) ، ويثلثون ((بعثمان)) ، ويربعون ((بعلي)) رضي الله تعالى عنهم، كما دلت عليه الآثار، وكما اجتمعت الصحابة على تقديم ((عثمان)) في البيعة مع أن أهل السنة قد اختلفوا في ((عثمان وعلي)) بعد اتفاقهم على تقديم ((أبي بكر وعمر)) ايهما أفضل فقدم قوم ((عثمان)) وأربعوا ((بعلي)) وقدم قوم ((علياً)) ، وقوم