للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على كل من النفع، وإن كان ادعائيا في المشبه، ثم استعير الهداية للسوق، واشتق منها "اهدوهم" بمعنى: سوقوهم بشدة وعنف, على سبيل الاستعارة التبعية التهكمية, وقرينتها "المجرور بإلى".

٣- شبه إسقاط المنهزمين صرعى, بلا نظام في جهات مختلفة بنثر الدراهم على العروس, بجامع التفريق في كل، ثم استعير النثر للإسقاط بلا نظام، واشتق منه نثر بمعنى أسقط بلا نظام, على سبيل الاستعارة التصريحية التبعية الداخلية١, وقرينتها المفعول وهو ضمير الجمع في "نثرتهم".

٤- شبه إزالة شحم السنام شيئا فشيئا بالاقتيات بجامع الإفتاء التدريجي في كل, ذلك أن اقتيات الشي ينقصه شيئا فشيئا حتى يفنى، وكثرة الرحلات والأسفار على الناقة ينقص شحم سنامها تدريجيا حتى يزول، ثم استعير الاقتيات للإزالة واشتق منه "يقتات" بمعنى "يزيل" على سبيل الاستعارة التصريحية التبعية الخاصية, أي: الغريبة لغرابة الجامع فيها -كما رأيت- وقد أسند هنا فعل "الاقتيات" بعد استعارته إلى الرحل، وهو تجوز لطيف زاد الاستعارة غرابة ولطفا؛ إذ أفاد أن الرحل بحكم ملازمته للسنام طوال الرحلات كأنه هو الذي يقتات من شحم الدابة, وقرينة الاستعارة الفاعل وهو "الرحل".

٥- شبه ظهور الشيب وانتشاره باشتعال النار بجامع البياض والتألق في كل, ثم استعير الاشتعال للظهور الواضح، واشتق منه "اشتعل" بمعنى ظهر ظهورا بينا, على سبيل الاستعارة التصريحية التبعية، وقرينتها الفاعل، وهو {الرَّأْسُ} ٢.

٦- شبه رد الباطل بالحجة الدامغة بالقذف بشيء صلب, بجامع الإبعاد في كل، ثم استعير القذف للرد، واشتق منه {نَقْذِفُ} بمعنى نرد, على سبيل الاستعارة التصريحية التبعية، وقرينتها المجرور بالباء


١ لأن الجامع بين الطرفين, وهو التفريق, داخل في مفهوميهما.
٢ على حذف مضاف أي: شعر الرأس, ففيه مجاز بالحذف, ويصح أن يكون مجازا مرسلا من إطلاق المحل وإرادة الحال.

<<  <  ج: ص:  >  >>